خاصقضايا وآراء

رأي: قيس سعيد في فرنسا زيارة و نيارة

بقلم خالد الهرماسي (ناشط في المجتمع المدني) – بنص الدستور يتولى رئيس الجمهورية تمثيل الدولة وضبط السياسات العامة في مجالات الدفاع والعلاقات الخارجية والأمن القومي المتعلق بحماية الدولة والتراب الوطني من التهديدات الداخلية والخارجية .

من أوكد صلاحيات رئيس الجمهورية التونسية هي السياسة الخارجية للبلاد والتي هو من يرسمها و يسهر و يشرف على تنفيذها وهو من يختار وزير الخارجية بالتشاور مع رئيس الحكومة لتنفيذ سياسة الدولة الخارجية في تونس يجب علينا دائما تذكير البعض من الذين يفقهون كل شيء و يملكون وحدهم الحقيقة المطلقة لعلهم يعقلون و يتفكرون أن قيس سعيد هو رئيس الدولة و القائد الأعلى للجيوش الثلاث وهو دستوريًا من يرسم السياسات الخارجية للبلاد و يسهر على تنفيذها يزور أي دولة في العالم متى أراد و يستدعي أي رئيس دولة متى شاء لهذا رجاء كفوا على الهزان و النفضان و إعطاء الدروس لمن اختارهم الشعب و كلامي هنا موجه للفاشلين أصحاب معدل تحت الصفر الذين أعطى لهم الشعب حجمهم الحقيقي أمثال محسن مرزوق نجيب الشابي حمه الهمامي و القائمة طويلة و ما أكثر الأصفار في عالم السياسة التونسية .

 

قيس سعيد هو رمز الجمهورية و الدولة وهو الذي يمثلها في المحافل الدولية لهذا تعتبر زيارته فرنسا زيارة دولة و ليست Shopping في محلات الماركات العالمية في باريس حتى يزايد عليه أغبياء السياسة من الفاشلين و الحاقدين الذين يصطادون في المياه العكرة و المتعفنة مثلهم . شرعية و مشروعية زيارة الدولة التي يؤديها الرئيس قيس سعيد الاثنين و الثلاثاء 22 و 23 جوان 2020 لا تمنعنا من وضعها في إطارها الصحيح و التعمق فيها عن طريق التحليل الموضوعي و النزيه البعيد كل البعد عن الاصطفاف و تبجيل مصلحة تونس فوق كل شيء وقبل أي شيء .

 

بعيدًا عن كل المزايدات و اللغة الاستهلاكية التي اكل عليها الدهر و شرب مثل فرنسا هي الشريك الأول و الأساسي الاقتصادي لتونس و صديقة تونس الوفية و حبيبة تونس ولنا تاريخ مشترك و علاقات مصاهرة و لنا مليون تونسي قي فرنسا فيهم النصف يحمل الجنسية الفرنسية و كل تلك الخرافات و الكلام المنمق و الخشبي الذي لا ينفع في العلاقات الدولية التي ليس فيها لا أخوة و لا محبة هي فقط مصالح مشتركة و علاقة ربح ربح في نطاق الإحترام المتبادل على الرئيس قيس سعيد استغلال زيارة فرنسا لاستثمار انتصار تونس على وباء الكورونا الذي شهد به كل العالم و الترويج الصحيح للسوق الاستشفائية و الخدمات الصحية التونسية بمزيد جلب المستثمرين في مجال الصحة و السياحة الاستشفائية و صناعة الأدوية خاصة أن تونس رائدة في هذا المجال ولنا من الكفاءات القادرة على غزو عديد الأسواق العالمية قيس سعيد عليه أن يعلم أن فرنسا الآن منهكة و متعبة و خارجة من معركة كورونا بكثير من الخسائر فهي منهزمة و منكسرة خاصة اقتصاديا وعليه فرض شروط تونس في تقوية موقعنا الاقتصادي و شراكتنا مع فرنسا لتكون أكثر ربحية وفيها بعد استراتيجي للأجيال القادمة الذين يختلفون عن الماضي فهم جيل الثورة بكل معانيها عاشوا انهيار جدار الديكتاتورية على غرار الأجيال الأوربية التي عاشت انهيار جدار برلين لهذا على قيس سعيد إقناع نضيره ماكرون أن شباب تونس بعد الثورة ليس هو نفسه قبل الثورة و أن تونس ليست مستعدة للعب دور حرس الحدود البحرية و أن حرية التنقل حق إنساني على فرنسا احترامه و إذا كانت لا ترغب في قبول المهاجرين عليها بتحمل مسؤوليتها عن طريق مزيد الاستثمارات في تونس و بشروط تونس و بدفع الأموال كاش كمعاليم حماية الحدود و مساعدات لتمويل مشاريع الشباب و عليها أن تعي و تعلم أن الشعب يريد.

 

إقليميًا و دوليًا فرنسا خسرت حربها على ليبيا بوقوفها مع الديكتاتورية و الانقلابين متمثلين في القرصان حفتر و مثلث برمودا محور الشر الإقليمي الإماراتي السعودي و المصري ضد الشرعية الدولية متمثلة في حكومة الوفاق برئاسة السراج لتفقد فرنسا أملها و نصيبها في كعكة اعادة إعمار ليبيا نهائيًا وهذا ما جعلها تدخل في صراع مع تركيا اللاعب الأساسي في الملف الليبي عن طريق الاستفزازات الأخيرة في البحر الأبيض المتوسط و خلق حالة توتر لخلط الأوراق من جديد لأن مسألة إعمار ليبيا عند فرنسا هي مسألة حياة أو موت بل هي حرب وجود حتى أن الموقف الفرنسي و الإيراني من تركيا يتناغم بطريقة تثير الريبة و الاستغراب!!! لهذا على قيس سعيد في المسألة الليبية أن لا يسمح و يترك لفرنسا الفرصة لتوريطه في موقف يجعل منه صباب ماء على اليدين و حمال للحطب لفرنسا و غيرها خاصة ايران التي عينها على تونس و المغرب العربي !!! موقف تونس في الملف الليبي يجب أن يبنى على المصلحة العليا للبلاد بعيدا عن العاطفة نحن الأولى بإعادة إعمار ليبيا ثم اهلا و سهلا بالأخوة و الصداقة و الحب و الدبلوماسية الرومانسية غير ذلك نغلق حدودنا ( صباح الخير يا جاري أنت في دارك و أنا في داري .) زيارة الدولة التي يؤديها قيس سعيد لفرنسا تعتبر زيارة فخ نظرًا للوضع الإقليمي الدقيق مع الحرب الليبية وما فيها من حسابات الربح و الخسارة و كذلك الوضع العالمي تحت تأثير وباء الكورونا لهذا ومن منطلق الوطنية علينا جميعًا كمراقبين تسليط الضوء على الزيارة الأولى للرئيس سعيد خارج تونس بعد الجزائر و تغليب المصلحة الوطنية فوق كل شيء بعيدا عن الصراعات السياسوية. قيس سعيد بعد زيارة فرنسا أكيد جدا لن يتغير يبقى هو قيس سعيد قبل الزيارة رئيس تونس و هو الضامن لوحدتها و الحامي لدستورها للحديث بقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى