بين الاستقالة و”التّبندير”
أُكبِر وأحترم من يستقيل وأحتقر من يتزلّف و”يبندر” …
من يستقيل يكون قد أرجع أمانة لم يعد يقوى على تحمّلها إلى أهلها أو تَرَك منصبا لم يعد يفِي بمتطلّباته …
وقد يكون بحجم الأمانة والمنصب ولكن يستعفي ويتعفّف ويربأ بنفسه عن جدل عقيم أو شبهة مثلا ويقدّر المصلحة العامّة في الابتعاد والتّخلّي …
وقد يكون مغاضبا يعبّر بطريقة احتجاجيّة راقية …
أمّا المتزلّف المتسلّق “البندار” …
فهو يطمح إلى منصب لم يصله بالكفاءة والطّرق النّزيهة النّظيفة والممارسة الشّريفة فيركّز جهده على نوع من الرّشوة المبطّنة إلى من بيده مفتاح ما يصبو إليه وتراه يمشي مكبّا على وجهه بلا كرامة ينفق من همّته ومروءته ولا يبالي حتّى يصبح دون قيمة تذكر لا يصلح لشيء …
عليكم بالمتزلّف المتسلّق “البندار” … احذروه واسحبوا من تحته البساط وسدّوا عليه المنافذ ولا تأتمنوه على بيضة فهو لا يَصلح ولا يُصلح.
وفي النّهاية كما يقول المثال الغربي:
Personne n’est indispensable sauf le prophète.
لا أحد لا يمكن الاستغناء عنه سوى النّبي.