دشّنت قطر، مساء الجمعة 18 ديسمبر 2020، رابع ملاعبها لمونديال 2022 ”ملعب أحمد بن علي” بحضور الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد، ومشاركة رئيس الفيفا جاني انفنتينو خلال استضافته نهائي بطولة كأس الأمير بين نادي السد والنادي العربي، بحضور 50% من الطاقة الجماهيرية للملعب المونديالي الجديد، وسط تدابير احترازية لضمان سلامة الجميع.
ونجح السد في الفوز بالمباراة الحاسمة بنتيجة هدفين لهدف.
نبذة عن الملعب
يتصدر الملعب بتصميمه المميز صدارة المشهد لمميزاته العديدة، وخاصة على صعيد الاستدامة البيئية، فقد أنشئ الملعب ليحل محل استاد أحمد بن علي حيث استخدمت 90% من مواد المخلفات والهدم في تشييد تلك التحفة المونديالية الجديدة.
وقد جاءت تلك الخطوات المحسوبة ضمن خطط اللجنة العليا للمشاريع والإرث لضمان أعلى معايير الاستدامة البيئية خلال عمليات التشييد الضخمة للمشروع الجديد، والتي حرصت منذ بداية عمليات إزالة ما تبقى من الاستاد القديم أن تخضع لأعلى المعايير البيئية، مع الحرص الشديد في كل خطوة.
وتعليقاً على ذلك، يقول المهندس عبد الله الفيحاني، مدير مشروع استاد أحمد بن علي إنه ومنذ انطلاق الأعمال في عام 2014 كانت التوجيهات صريحة بتجنب الهدم الكامل للملعب القديم، ولكن تفكيكه إلى أجزاء يمكن الاستفادة منها.
وأضاف الفيحاني “شملت تلك العناصر أجزاء خرسانية وأسلاك وأعمدة فولاذية وحديدي، وأجزاء من هيكل الاستاد القديم ذاته، وعناصر متنوعة كالأبواب والمقاعد والإضاءة، أزيلت جميعها حتى آخر قطعة منها.”
ولتوضيح حجم المواد المرفوعة من الملعب القديم، فقد بلغ حجم أعمال الردم المعاد استخدامه في أعمال تشييد الصرح الجديد 250 ألف متر مربع، كما استغلت جانب من المواد في تشييد البنى التحتية المؤقتة كأماكن إقامة العمال وأعمال فنية عامة، حتى أصغر التفاصيل المتمثلة في بطاقات أرقام الكراسي القديمة والتي وزعت على عشاق نادي الريان كهدايا تذكارية من ملعبهم القديم.
وكشفت المهندسة بدور المير، مديرة الاستدامة والبيئة في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، عن إنشاء ملاعب تدريب مؤقتة لنادي الريان الرياضي في وقت لاحق من بداية العمل في المشروع، مشيرة إلى استخدام العديد من أعمدة الإضاءة من الملعب القديم بعد تفكيكها بعناية فائقة، وإعادة استخدامها في ملاعب التدريب القريبة من لملعب الريان.
وأضافت “إن الدروس المستفادة من مشروع تشييد ملعب الريان كانت مثيرة للانتباه، وأنه شجع القائمين على المشروع والسوق المحلي للتفكير بطريقة جديدة، وأفادت “نعد الآن وثيقة استرشاديه لأفضل الممارسات حول هذا الشأن، وسنشاركها مع قطاع الإنشاءات المحلي بالكامل.”
وفي الوقت الذي عكست فيه تفاصيل المواد القديمة بين حداثة مواد الملعب الجديد، تظل أشجار والنباتات المرفوعة من محيط الاستاد القديم شاهدة على مدى حرص القائمين على المشروع بالحفاظ على البيئة، بعد أن قاموا بزراعتها مجدداً، حيث أشار الفيحاني إلى أن طواقم العمل قامت بنقل قرابة 200 شجرة إلى مشتل بالقرب من الملعب، وأعيد الكثير منها إلى الموقع الجديد، كما تسلمت وزارة البلدية والبيئة عدداً من تلك الأشجار.
وفيما يشهد ملعب الريان عهداً جديداً من الحداثة، تظل عملية تحويل الموقع القديم إلى هذا الشكل النهائي دافعاً أصيلاً للفخر بالصورة النهائية التي صار المشروع عليها ضمن التزام اللجنة العليا بتنظيم أول نسخة محايدة الكربون من المونديال في العام 2022.