أكد مدير المستشفى الجامعي فرحات حشاد، لطفي بوغمورة، أنّ جميع الآلات ومن بينها أجهزة السكانار والأشعة تعمل وغير معطلة، مكذبا في ذالك رواية بعض الأعوان في المستشفى المذكور لدفع المرضى الى التداوي والعلاج في مصحة خاصة تابعة قانونيا لزوجة وابن رئيس قسم الأشعة بمستشفى فرحات حشاد.
وأوضح مدير المستشفى الجامعي فرحات حشاد أنّه سيتم فتح تحقيق في الغرض، مشيرا الى أنّ احدى الممرّضات ستكون محل مساءلة وسيتم التثبت في وضعيتها ثم اتخاذ كل الإجراءات القانونية ضدها إذا ثبت عملها في المصحة التابعة لعائلة رئيس قسم الأشعة بالتوازي مع عملها في المستشفى.
يذكر أنّ برنامج الحقائق الأربعة الذي يبث على قناة الحوار التونسي كان قد كشف تقريرا عن ”تحويل وجهة مرضى” من طرف رئيس قسم بمستشفى فرحات حشاد، نحو مصحته الخاصة بالتواطئ مع ممرضة وبعض الأعوان، حيث يتعلل رئيس القسم بتعطل آلات السكانار والأشعّة لتحويل وجهة المرضى نحو مصحته.
وأظهر التحقيق كيف أنه يتم في المستشفيات العمومية تعطيل أجهزة الأشعة وتأخير المواعيد مع المرضى من 6 أشهر إلى أكثر من سنة بصفة متعمّدة حتى يتم تحويل وجهتم إلى المصحات الخاصة بطلب من العاملين في المستشفيات الذين يعملون أيضا في المصحات الخاصة.
وحسب التحقيق فإن أغلب المرضى على سبيل المثال، في “مستشفى فرحات حشاد بسوسة” يتم تحويل وجهتهم إلى مصحّة خاصة على ملك رئيس قسم الأشعة بالمستشفى وهو ما يحصل أيضا في بقية المستشفيات العمومية.
هذا وتجدر الاشارة الى أنّ جمعية نبض الوطن بسوسة كانت أول من أثار هذه القضية التي شغلت الرأي العام، حيث ذكرت أنّها تلقت عديد التشكيات من المواطنين بخصوص تأخر مواعيد العلاج بالأشعة لأشهر في قسم العلاج بالأشعة بالمستشفى الجامعي فرحات حشاد.
وأكد مصدر من الجمعية بأن هؤلاء المواطنين قد تقدموا بشكايات لدى السلطات القضائية بالجهة.
وأشارت الجمعية إلى أن قسم الأشعة الذي يترأسه الأستاذ نور الدين بوعوينة، والذي يخصّ مرضى الأورام الخبيثة تتأخر مواعيد التصوير فيه لمدة قد تصل إلى 7 أشهر والحال أنه قد تم بعد معاينة من قبل الجمعية التثبت من أن القسم شاغر في الأوقات التي تعرف أوج الذروة على خدمات القسم.
ونددت الجمعية بما اعتبرته تعمّد فرض تأخير لمواعيد العلاج بالأشعة من أجل إجبار المرضى على التوجه نحو قسم آخر للعلاج بالأشعة يقع داخل مصحة خاصة على ملك زوجة رئيس قسم الأشعة بمستشفى حشاد، وبينت الجمعية أنها قد قامت بعملية معاينة ثبت من خلالها اكتظاظ هذا القسم بالمصحة الخاصة بمرضى المستشفى العمومي فرحات حشاد.
وقالت الجمعية، بحسب ما ذكره موقع تونس الرقمية منذ أيام، :”أغلب المواعيد في مستشفى فرحات حشاد تصل لأكثر من 7 أشهر وهو تأخير متعمد للأسف في أغلب الأحيان المريض يتوفى قبل أن يصل لموعد التداوي”.
وتابعت الجمعية :” ذهبنا للمعاينة ليومين أمس واليوم وفي ذروة الاكتظاظ يعني مع 10 صباحا وجدنا القسم بالمستشفى شبه خالي من المرضى رغم وجود كل العوامل المتاحة للتداوي من أطباء وممرضين و تجهيزات (شاهد عيان أسر لنا بان بعض الاجهزة صدأت لقلة الاستعمال ) إلا أن المواطن المريض محروم من حقه الدستوري في العيش والصحة وموعده يؤجل أكثر وقت ممكن كي يذهب رغم أنفه للتداوي في المصحة العائلية ويدفع من دمه كي ينقذ حياته … الغريب أن هذا الوضع له سنوات وليس وليد اليوم”.
كما أشارت الجمعية إلى أن كلفة التداوي بالمركز الخاص تتراوح بين 5 و7 آلاف دينار ودعت السلطات القضائية إلى فتح ملف هذا القسم والتحقيق فيما يحدث داخله.