تفصل التونسيين بضعة أسابيع على الاحتفال بعيد الأضحى، ويتوجه الاهتمام في الفترة الحالية نحو أسعار الأضاحي واللحوم المتوفرة وجودتها والكميات خاصةً في مناطق الإنتاج، في ظلّ أزمة تمر بها منظومة اللحوم الحمراء في تونس.
وقال رئيس الغرفة الوطنية للقصابين أحمد العميري، يوم الاثنين 22 أفريل 2024، إنّ “هناك نقصًا في كميات الأضاحي وغلاءً مُشطًا في الأسعار”.
وتابع أن سعر الكلغ الواحد من اللحم الحيّ قد يصل إلى 20 دينار، بعد أن كان السعر المرجعي السنة الماضية 18 دينارًا للكلغ الواحد.
وتساءل العميري: “هل المستهلك التونسي قادر اليوم على شراء أضحية العيد التي يتراوح وزنها بين 70 و80 كلغ بأسعار تصل إلى 1600 دينار؟ هذا بالإضافة إلى مصاريف المستلزمات الأخرى للعيد، لتصل الكلفة إجمالاً إلى ألفي دينار”.
وتابع العميري، أن ارتفاع أسعار الأضاحي وأسعار اللحوم الحمراء، مردّه نقص الإنتاج في تونس، مضيفًا أن الخرفان التي ولدت خلال فصل الربيع الحالي، لا يمكن أن تكون جاهزة خلال عيد الأضحى لتلبية حاجيات المستهلكين، كما اعتبر أن “عديد المسؤولين يغالطون الرأي العام التونسي ويتحدثون عن توفّر الأضاحي بالكميات اللازمة” حسب قوله.
وقال إن سعر الخرفان الصغيرة يتراوح بين 1100 و1300 دينار، مشيرًا إلى أن أسعار أضاحي العيد لسنة 2024 لن تقلّ عن 1500 دينار في تونس، وشدّد على أن سعر الأضحية الممتازة وصلت إلى حدّ 3000 دينار خلال سنة 2023.
وبيّن أن “رمزية عيد الأضحى فُقدت في تونس ولم يعد المواطنون طيلة السنوات الأخيرة قادرين على تغطية مصاريف العيد والاحتفال به وتوفير الأضحية” وفق قوله.
وشدّد العميري على أن الغرفة الوطنية للقصابين قامت بمراسلة وزير الفلاحة وديوان تربية الماشية واتحاد الفلاحة وكافة الجهات المعنية لبحث الاستعدادات لعيد الأضحى، منذ تاريخ 16 أفريل/نيسان 2024 لكنها لم تتلقى أيّ ردّ على مراسلاتها.
وشدّد على ضرورة العمل على إيجاد حلول، لمنظومة اللحوم الحمراء، والجلوس إلى طاولة الحوار، والأخذ بمقترحات أهل المهنة.
ودعا العميري إلى ضرورة إحداث لجنة للاستعداد لعيد الأضحى في تونس، وبحث إمكانية توريد الأضاحي من الخارج لتتوفّر بالكميات اللازمة والحدّ من ارتفاع الأسعار، مشيرًا إلى اتخاذ قرار مماثل في المغرب والجزائر حيث تم توريد الأضاحي من رومانيا.
وتوجّه العميري بدعواته إلى وزارة الفلاحة التونسية في حال توفّر الكميات اللازمة من حلوم الضأن لديها إلى وضعها على ذمة القصابين لبيعها للمستهلك التونسي مع توظيف هامش ربح ضئيل، وأكد استعداد غرفة القصابين لذلك، وفق قوله.
ويشار إلى أن منظومة اللحوم الحمراء في تونس تشكو من عديد الصعوبات، في ظلّ تراجع القطيع بالبلاد بسبب ارتفاع كلفة الإنتاج، والذي تعزّز في السنوات الأخيرة على خلفية الأزمة المائية التي تعيش على وقعها البلاد، وسبق أن حذر رئيس الغرفة الوطنية للقصابين أحمد العميري منذ جانفي 2023، من أن قطاع اللحوم الحمراء في تونس مهدد بالاندثار.
وتحدث مدير وحدة الإنتاج الحيواني في الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري منور الصغير، خلال حلقة نقاش بعنوان “الحلول الممكنة للصعوبات التي تواجه قطاع اللحوم”، بتاريخ الأربعاء 5 أفريل 2023 عن “الصعوبات الكبيرة” التي تعيشها منظومة اللحوم الحمراء، قائلاً إن “ارتفاع كلفة الإنتاج دفع عددًا كبيرًا من المربّين إلى إيقاف النشاط بالمرة، وعددًا آخر إلى الاستغناء عن جزء هام من قطيعهم”، مشيرًا إلى تراجع حاد على مستوى القطيع ما أثّر مباشرة على إنتاج اللحوم الحمراء، وفق تأكيده.
زر الذهاب إلى الأعلى