احتفل مؤسس فيسبوك والرئيس التنفيذي لشركة “ميتا”، أمس، بعيد ميلاده الأربعين، دون أن يعلم أنّ القميص الذي ارتداه والذي وردت عليه عبارة “قرطاج يجب أن تدمر” سيثير ضجّة واسعة في تونس.
ونشر مؤسس فيسبوك على صفحته الرسمية على موقع التواصل فيسبوك صورًا من احتفاله بعيد ميلاده الأربعين، التي ظهر فيها مرتديًا قميصًا أسود اللون خُطَّت عليه باللون الأبيض عبارة “Carthago delenda est” والتي تعني بالعربية “قرطاج يجب أن تدمر”.
وأثارت الصور التي نشرها زوكربيرغ جدلًا في تونس، وتراوحت ردود فعل النشطاء على منصات التواصل الاجتماعي بين السخرية والتأويل.
ورأى البعض أنّه ليس من باب الصدفة أن يرتدي شخص بشهرة مارك زوكربورغ قميصًا دون أن يعلم فحوى ما كُتب عليه، مرجّحين أنّ ذلك يحيل إلى “مؤامرة تستهدف تونس”، حسب تصورّهم.
فيما رأى آخرون أنّ المسألة ليست أمرًا جللًا كما يروّج له البعض، وأنّ العبارة تندرج في إطار جملة من العبارات الدارجة التي ظلّت متداولة عبر التاريخ.
ودعا نشطاء، في سياق آخر، إلى ضرورة استغلال هذه الضجة على السوشيال ميديا واستثمارها كحملة إشهارية لقرطاج وتونس، معتبرين أنه فرصة يجب اغتنامها علّها تساهم في دعم السياحة التونسية.
فيما انتقد آخرون سياسة فيسبوك في التعاطي مع المنشورات على المنصة، إذ لو تم نشر مظاهرة مساندة للقضية الفلسطينية فإنّ إدارة فيسبوك تسارع بتحذير الناشر إلى أنّ المضمون لا يتلاءم مع لوائحه، بينما في المقابل يظهر مؤسس فيسبوك بقميص عليه عبارة تذكّر بإحدى الجرائم الكبرى الّتي ارتكبت بحقّ الإنسانيّة، ألا وهي جريمة إحراق قرطاج وإبادة أهلها على يد الرومان.
واعتبروا أنّ في ذلك رسالة خطيرة المضامين في السياق الحالي الذي تمرّ به منطقة الشرق الأوسط، فقرطاج هي عاصمة الإمبراطورية الفينيقيّة، والفينيقيون ليسوا سكّان تونس فقط، بل هم سكّان شمال إفريقيا وفلسطين ولبنان وسوريا، وغيرها.
وفي سياق متصل، اعتبر البعض أنها فرصة لدراسة تاريخ تونس العظيم والقيمة الحقيقية لهذا التاريخ، مذكرين بأنّ “قرطاج كانت واحدة من أقوى الحضارات في التاريخ، وموقعها الاستراتيجي في شمال إفريقيا جعل منها قوة تجارية وعسكرية كبيرة.
جذور عبارة “قرطاج يجب أن تدمر”
وبالعودة إلى جذور عبارة “قرطاج يجب أن تدمر”، فإنها تمثل عبارة خطابية لاتينية صرح بها كاتو الأكبر، وهو سياسي مشهور في الجمهورية الرومانية. ونشأت هذه العبارة من المناقشات التي دارت في مجلس الشيوخ الروماني قبل الحرب البونية الثالثة بين روما وقرطاج، حيث قيل إن كاتو استخدمها كخاتمة لكل خطبه من أجل الدفع للحرب.
زر الذهاب إلى الأعلى