حصلت “نيوز بلوس” على مجموعة وثائق رسمية تثبت وجود شبهة فساد اداري تتعلّق بملف استغلال المقابر الإسلامية الراجعة بالنظر لبلدية دوار هيشر التابعة لولاية منوبة.
وأظهرت الوثائق أنّ المقبرة الإسلامية الكائنة بحي الشباب دوار هيشر، والتي أضحت “مكبا للنفايات”، مازال يتمّ استغلالها لدفن المتوفيين رغم اغلاقها بمقتضى مداولة المجلس البلدي في دورته الأولى بتاريخ 25 فيفري 2012.
وانطلاقا من المعطى السالف ذكره، ومع تورّط بعض المسؤولين النافذين في بلدية دوار هيشر في العمل على اسناد تراخيص بالدفن بدون وجه حق، كون المقبرة مغلقة منذ أكثر من 7 سنوات، برزت للعيان عديد التجاوزات الخطيرة منها بالخصوص فتح القبور واستخراج الرفاة دون اعلام العائلات من أجل دفن متوفيين جدد.
ودفع هذا الوضع بإحدى الأمهات، كانت قد فقدت ابنها في جريمة قتل، برفع قضية في الغرض، بعد أن اكتشفت قيام بعض الأطراف بفتح قبر فلذة كبدها ودفن شخص آخر فيه.
ورغم تفشي الخور بشكل ملحوظ في بلدية دوار هيشر، فانّ ذلك لم يمنع بعض المسؤولين من تقديم “خدمات” ، لأشخاص محسوبين عن أجهزة الدولة، على غرار والي منوبة السابق “أحمد السماوي”، الذي أصدرت أوامر من أجله لاستخراج شهادة في عدم ترسيم وفاة لوالدته، بعد فترة من تاريخ الوفاة مع محاولة لاستخراج مضمون ولادة لوالدة الوالي السابق.
وأمام حجم التجاوزات والاخلالات حاول بعض موظفي بلدية دوار هيشر اثارة ملفات الفساد، غير أنهم تعرّضوا للهرسلة التي استهدفت مسارهم المهني وحرموا من الترقيات وتسوية الوضعية المهنية، ناهيك عن إحالة موظفة لمستشفى الأمراض العقلية بالرازي واستهدافها بعملية “براكاج” لهاتفها الجوال اثر تسجيلها لعملية تحرّش لأحد إطارات البلدية.