أكّد الأستاذ الجامعي والمختص في الهجرة لسعد العبيدي، اليوم الأربعاء 16 أكتوبر 2024، ارتفاع نسبة ”هجرة الأدمغة” بـ28 بالمائة مقارنة بـ2023 حسب الأرقام المعلن عليها من طرف وكالة التعاون الفني.
واعتبر أنّ الأرقام المعلن عليها من أجهزة الدولة ”مُطمأنة” إلاّ أنّ الأرقام الحقيقية بعيدة كلّ البعد عن المعلن عنها، والتي قد تكون ”صادمة”، باعتبارها غير محيّنة ولا تشمل إلاّ المنتدبين بالخارج عبر الوكالة، في حين أنّ هناك انتدابات تتم عبر عقود فردية، أو عقود تربّص، داعيا إلى ضرورة تحيين الأرقام لتكون أكثر شمولية.
كما تحدّث عن “الإقبال الكبير الذي تسجّله المؤسسات الجامعية الخاصة المختصة في الهندسة لا لشيء إلاّ لأنّ لها أكثر إمكانيات للتربص في الخارج وإمكانية إمضاء عقود عمل قبل استكمال سنوات الدراسة”.
وبيّن الأستاذ الجامعي أنّ هذا النوع من الهجرة تأثيره يكون مباشرا على وضعية البلاد، حيث تسجّل كلّ المستشفيات تقريبا نقصا في الإطار الطبي وشبه الطبي.
”الهجرة إلى الخارج حاضرة في عقول الطلبة وهم يزالون في مقاعد دراسة الطب والهندسة وحتى اختصاصات أخرى”، مضيفا، ”الأمر مفهوم بالنظر إلى غياب الإمكانيات وساعات العمل الطويلة، وتردي الخدمات في كلّ القطاعات تقريبا”.
ويرى لسعد العبيدي أنّه بإمكان الدولة أن تجعل من معادلة الهجرة ”رابح رابح” عبر استراتيجية وطنية في مجال الهجرة تشمل كلّ القطاعات وكلّ المستويات التعليمية من خلال التفاوض مع البلدان التي تستقبل هؤلاء، ودعوتها إلى المساهمة في التكوين الجامعي، الأمر الذي سيجعل من تونس مركز تكوين عالمي في مجال الهندسة والطب.
زر الذهاب إلى الأعلى