سفارة الهند بتونس تحتفل باليوم العالمي لليوغا تحت شعار “أرض واحدة، وصحة واحدة”..

في أجواء من السكينة والتأمل، وتحت شمس الصيف التونسية، احتفلت سفارة الهند بتونس، يوم 21 جوان 2025، باليوم العالمي الحادي عشر لليوغا، في ساحة “قرطاج بيرصا” التاريخية، المطلة على المتحف الوطني بقرطاج. وقد نُظم هذا الحدث بالتعاون مع وزارات الشؤون الخارجية، والثقافة، والشباب والرياضة، والصحة التونسية، وبعثة الأمم المتحدة في تونس، وحمل شعار هذا العام: “اليوغا من أجل أرض واحدة، وصحة واحدة”، في رسالة تعكس ترابط صحة الإنسان بصحة الكوكب.
في كلمتها الافتتاحية، نقلت سعادة السفيرة الدكتورة ديفياني خوبراقاد مقولة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، جاء فيها: “اليوغا هدية لا تُقدّر بثمن من التقاليد الهندية القديمة، تجسد وحدة الجسد والعقل، والفكر والعمل، والاعتدال والانسجام بين الإنسان والطبيعة”. وأكدت السفيرة على أهمية شعار هذه السنة، المستلهم من الفلسفة الهندية القديمة “فَسودهَيفا كُتُمبَكَم” التي تعني “العالم أسرة واحدة”.
الاحتفال حظي بحضور رسمي ودبلوماسي بارز، من بينهم ضيف الشرف السيد نزار عوسجي، مندوب الشباب والرياضة بتونس، والسيدة سيلين مويرود، ممثلة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بالإضافة إلى عمدة بلدية قرطاج بيرصا السيد حامد حناشي، ورئيس المجلس المحلي لقرطاج السيد سعيد العبيدي، إلى جانب عدد من السفراء والدبلوماسيين، وممثلي المجتمع المدني، وأبناء الجالية الهندية، ومحبي رياضة اليوغا في تونس.
وخلال الفعالية، أعلنت السفيرة خوبراقاد عن إطلاق دروس منتظمة لليوغا واللغة الهندية بمقر السفارة بداية من 1 جويلية 2025، في خطوة تهدف إلى تعزيز التبادل الثقافي وتعميق مفاهيم العافية الشاملة في المجتمع التونسي.
وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، عبّر السيد نزار عوسجي عن اعتزازه بالعلاقات الوثيقة التي تربط تونس والهند، مشيدًا باختيار مدينة قرطاج لاحتضان هذا الحدث الدولي، ومرحبًا بمبادرة السفارة. كما أثنت السيدة مويرود على دور اليوغا في تعزيز الصحة النفسية والجسدية، مشيرة إلى أهمية الشعار في ظل التحديات البيئية والصحية الراهنة.
وقد اختُتم الاحتفال بجلسة يوغا جماعية وسط الآثار التاريخية، قادتها سعادة السفيرة بنفسها – باعتبارها مدربة يوغا معتمدة – بمشاركة المدربة نهال البشيني، وسط حضور فاق 400 مشارك من مختلف الأعمار والجنسيات، من بينهم دبلوماسيون، مسؤولو الدولة، وشخصيات عامة تونسية، من أبرزهم إيمان المحرزي، حاملة لقب “ملكة جمال المواهب العالمية 2024”.
الحدث لم يقتصر على هذه الجلسة فقط، إذ سبقته ثلاث فعاليات تحضيرية في ماي وجوان، نُظمت بمقر السفارة، وإقامة السفيرة، وتل سيدي بوسعيد. وقد تم بث الحفل الرئيسي مباشرة عبر صفحة السفارة على فيسبوك، ما أتاح الفرصة لمتابعي اليوغا حول العالم لمشاركته افتراضيًا.
الاحتفال لم يكن فقط لحظة للتأمل الجسدي والذهني، بل محطة جديدة لتعزيز أواصر الصداقة بين الشعبين الهندي والتونسي، عبر رياضة روحانية تتجاوز الحدود الجغرافية والدبلوماسية.