أكد وزير الاقتصاد والتخطيط سمير سعيّد خلال جلسة عمل جمعت الوفد التونسي رفيع المستوى الذي يؤدي زيارة عمل حاليا إلى النرويج بوزيرة الخارجية النرويجية أنيكان هوتفالد على حرص الحكومة التونسية للإرتقاء بالتعاون الثنائي بين البلدين إلى مستويات أفضل مما هو عليه في الوقت الراهن وذلك في ضوء ما يتوفر لدى الجانبين من إمكانيات وفرص حقيقية لتعزيز التبادل ودفع الإستثمار والشراكة خاصة في المجالات الواعدة على غرار الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر، وتعزيز التعاون في مجال الإحصاء فضلا عن الإطلاع والإستفادة من التجارب الناجحة والخبرة المكتسبة لدى الجانب النرويجي في مجال التنمية البشرية والرعاية الاجتماعية والحوار الاجتماعي.
وبين الوزير أن تونس تمر في الفترة الراهنة بصعوبات إقتصادية وإجتماعية جراء التداعيات الجسيمة التي خلفتها أزمة كوفيد والحرب الروسية الأكرانية، مبرزا أن الحكومة التونسية قد وضعت برنامجا وطنيا للإصلاحات يهدف إلى إسترجاع نسق النمو والمحافظة على التوازنات وتحسين الأوضاع الاجتماعية.
كما تطرق الوزير إلى أبرز الإصلاحات والإجراءات التي تم تصميمها في إطار تشاركي مع القطاع الخاص لتحسين مناخ الإستثمار والأعمال، مؤكدا أن تونس بما لها من ميزات تفاضلية، كالموقع الجغرافي الإستراتيجي في جنوب المتوسط والقارة الإفريقية فضلا عن ما تزخر به من كفاءات بشرية وبنية تحتية ولوجستية جيدة، توفر موقعا ملائما للشركات النرويجية للإستثمار في بلادنا والتوجه في نفس الوقت إلى الأسواق المجاورة وخاصة منها السوق الإفريقية.
وشدد الوزير في ذات السياق على ما توليه الحكومة التونسية من حرص ودعم للحوار الإجتماعي بين كافة الأطراف المعنية لا سيما المنظمات الوطنية بما يساعد على تعزيز الاستقرار الإجتماعي والنهوض الاقتصادي ويمكن من خلق الثروة وتوزيعها توزيعا عادلا، في إطار المسؤولية المشتركة.
من جانبها أكدت وزيرة الخارجية النرويجية على أهمية هذه الزيارة بإعتبار ما أتاحته من فرص لتبادل الآراء والمقترحات الكفيلة بتعزيز التعاون الاقتصادي والإجتماعي، مشيرة إلى إستعداد حكومة بلادها لمواصلة العمل المشترك للإرتقاء بمستوى العلاقات الثنائية على جميع الأصعدة إلى مستويات أرفع. هذا واجتمع الوفد التونسي مع المدير العام للوكالة النرويجية للتعاون الإنمائي.
كما أدى سمير سعيّد رفقة الوفد التونسي زيارة إلى البرلمان النرويجي حيث تقابل أعضاء الوفد مع رئيسة اللجنة البرلمانية للعمل والشؤون الاجتماعية وعدد من النواب.
وتجدر الإشارة أن هذه الزيارة التي يقوم بها وفد رفيع المستوى يضم كل من وزير الاقتصاد والتخطيط السيد سمير سعيّد ووزير الشؤون الاجتماعية السيد مالك الزاهي والأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل السيد نورالدين الطبوبي ورئيس منظمة الأعراف السيد سمير ماجول، تشرف على تنظيمها كل من وزارة الخارجية النرويجية وسفارة تونس بأسلو والكنفدرالية النرويجية للمؤسسات (NHO) والكنفدرالية النرويجية للنقابات (LO) وهي زيارة تتنزل في إطار حرص الجانبين لإرساء شراكة إستراتيجية متعددة الأوجه خاصة في المجال الاقتصادي والإجتماعي.
كما تندرج في سياق توجهات الحكومة النرويجية ومساعيها لتطوير علاقات التشاور والتعاون مع شركاءها من دول جنوب المتوسط وبناء أسس متينة لشراكة فاعلة وإستراتيجية مع هذه الدول وخاصة منها تونس، وذلك من خلال إرساء حوار دائم بين الفاعلين الإقتصاديين والإجتماعيين وصناع القرار في البلدين مما يساعد على إضفاء ديناميكية جديدة على التعاون الثنائي.