زيارة تفقّد إلى الإدارة العامة للمعدات الدارجة والوقود: أفق جديد في تطوير الجاهزية العملياتية للقوات المسلحة
في إطار السعي المستمر لتعزيز قدرة الجيش الوطني على الوفاء بالتحديات الأمنية المتزايدة، قام وزير الدفاع الوطني السيد خالد السهيلي، يوم الخميس 30 جانفي 2025، بزيارة تفقدية إلى الإدارة العامة للمعدات الدارجة والوقود. هذه الزيارة تأتي ضمن إطار تعزيز الجاهزية العملياتية والاهتمام المتزايد بتطوير أسطول المعدات العسكرية، وهي خطوة مهمة في متابعة وتقييم سير العمل داخل هذه المنشأة الحيوية.
الإدارة العامة للمعدات الدارجة: قلب الجاهزية العسكرية
تعد الإدارة العامة للمعدات الدارجة والوقود من الأركان الأساسية التي تضمن استمرارية العمل العسكري بكفاءة وفاعلية. وقد شكلت الزيارة فرصة لمتابعة عن كثب الوضعية الحالية للمعدات الدارجة التي تشكل العمود الفقري للكثير من العمليات العسكرية. يقف وراء هذه الإدارة طاقم من العسكريين والمدنيين الذين يتعاملون مع عملية صيانة المعدات الثقيلة، والعربات العسكرية، وكل ما يتعلق بتجهيزات الجيش من معدات آلية ومركبات حربية.
وكانت أولى محطات الجولة التفقدية للوزير هي دوائر الأشغال وورشات الصيانة، حيث تم تسليط الضوء على العمليات اليومية التي تشمل إصلاح وتحديث المعدات العسكرية. يتم في هذه الورش العمل على صيانة المعدات المتقادمة، مما يسمح بتمديد عمرها الافتراضي وتحسين أدائها. كما اطلع الوزير على بعض من المشاريع التي تهدف إلى تجديد الأسطول وتعزيز قدراته لمواكبة أحدث التطورات التكنولوجية في هذا المجال.
المركز التكويني: منبع الكفاءات العسكرية
جانب آخر بالغ الأهمية في الزيارة تمثل في الاطلاع على مركز التكوين المهني التابع للإدارة، الذي يلعب دورًا محوريًا في تأهيل الشباب المتخصصين في مجالات صيانة المعدات والتقنيات العسكرية. يُعتبر هذا المركز من أهم الأذرع التعليمية التي تساهم في تدريب الكوادر الجديدة، والتي من شأنها ضمان استدامة القدرة على صيانة وتشغيل المعدات العسكرية بمستوى عالٍ من الاحترافية.
يقدّم المركز برامج تكوينية متخصصة في مجالات متنوعة، سواء في مجال صيانة المعدات الثقيلة أو في مختلف الاختصاصات العسكرية الأخرى المتعلقة بالصيانة، مما يسمح بتوفير تقنيين عسكريين أكفاء يمكنهم التعامل مع أحدث الأنظمة والمعدات. ومن خلال هذا التكوين، يسهم المركز في استقطاب الشباب وتوجيههم نحو مجالات مهنية متخصصة، وهو ما يسهم في دعم استراتيجيات تطوير القوات المسلحة على المدى الطويل.
صيانة المعدات والابتكار في الرقمنة
أشار وزير الدفاع الوطني في تصريحاته إلى ضرورة التركيز على تقليص فترة الصيانة عبر اعتماد تقنيات حديثة في الرقمنة. وأكد على أهمية تحديث المنظومات الإدارية الخاصة بالصيانة من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة التي تتيح حوكمة الإجراءات وتحسين فعالية الأداء. فالاعتماد على التكنولوجيا الحديثة في كافة العمليات سيتيح تسريع عملية الصيانة، مما يساهم في تقليص فترات توقف المعدات، وبالتالي رفع مستوى الجاهزية العملياتية للوحدات العسكرية.
وفي هذا السياق، شدد الوزير على أهمية رقمنة كافة الإجراءات المتعلقة بصيانة المعدات والتقنيات العسكرية. هذه الرقمنة لا تقتصر فقط على تحسين أداء العمل داخل الورشات، بل تمتد إلى تحسين التخطيط والمتابعة وإدارة المخزون، وهو ما يؤدي في النهاية إلى تعزيز القدرات العملياتية للجيش.
التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة: أفق جديد للتطوير
كما تطرّق الوزير في كلمته إلى أهمية التعاون الدولي في مجال صيانة وتطوير المعدات العسكرية. دعا إلى ضرورة الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في هذا المجال، مع التركيز على بناء شراكات استراتيجية مع الدول الشقيقة والصديقة. هذا التعاون يمكن أن يشمل تبادل الخبرات الفنية، وتطوير برامج التدريب المشتركة، وحتى إمكانية الحصول على تقنيات حديثة تساهم في تعزيز قدرات الجيش الوطني.
من خلال هذه الشراكات، يمكن للجيش الوطني الاستفادة من أحدث الممارسات في مجال صيانة المعدات العسكرية والتقنيات الحديثة، مما يساهم في تطوير منظوماته بشكل يتماشى مع المتطلبات الحديثة على الساحة العسكرية الدولية.
ملاك الشوشي