شنّت وزارة الدفاع الروسية هجوما حادا على إسرائيل، محملة سلاح الجو الإسرائيلي مسؤولية سقوط الطائرة الحربية في البحر المتوسط قبالة سوريا، رغم أنها أقرت بأن الطائرة سقطت بصواريخ سورية.
وقالت وزارة الدفاع، في بيان، إن الجيش السوري أسقط الطائرة الروسية، إلا أنها ذكرت في المقابل أن الطيارين الإسرائيليين دفعوا الطائرة في مسار أنظمة الدفاع الجوي السورية، الأمر الذي أدى إسقاطها.وسقطت الطائرة، وهي من طراز “إيل-20” وعلى متنها 15 عسكريا، حين كانت في طريق عودتها إلى قاعدة حميميم الجوية قرب مدينة اللاذقية الساحلية التي كانت تتعرض وقتها للهجوم من “صواريخ معادية” مساء الاثنين.
وقال مسؤول أميركي إن واشنطن تعتقد أن المدفعية السورية المضادة للطائرات أسقطت الطائرة دون قصد، قبل أن تؤكد وزارة الدفاع الروسية هذه المعلومات، وتحمل إسرائيل مسؤولية الحادث الذي أسفر عن مقتل 15 عسكريا روسيا “بسبب أفعال إسرائيل غير المسؤولة”.وقالت وزارة الدفاع الروسية إن أفعال إسرائيل في سوريا استفزاز متعمد، مشددة على أن الطيران العسكري الإسرائيلي تعمد خلق وضع “خطير” في اللاذقية، فمن “غير الممكن ألا يكون الجيش الإسرائيلي قد رأى الطائرة الروسية وهي تستعد للهبوط”.
وأشارت إلى أن إسرائيل حذرت روسيا من عملية مزمعة في سوريا “قبل دقيقة واحدة من تنفيذها” إلا أن “الوقت لم يكن كافيا لإبعاد الطائرة الروسية عن دائرة الخطر”، مؤكدة أن روسيا “تحتفظ بحقها في الرد بالطريقة المناسبة”.وتعد روسيا من داعمي الرئيس السوري بشار الأسد الرئيسيين، ولها قاعدتان عسكريتان بالبلاد، إحداهما على ساحل البحر المتوسط، وحولت عمليتها في سوريا التي بدأت أواخر عام2015 دفة الصراع لصالح الأسد.لكنها لم تكن دون ثمن، ففي ديسمبر من عام 2016 تحطمت طائرة روسية تقل عشرات المغنين والعازفين والراقصين بالفرقة الموسيقية العسكرية في البحر الأسود، وهي في طريقها إلى سوريا وقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم 92 شخصا.
وفي مارس الماضي، تحطمت طائرة نقل عسكرية روسية أثناء هبوطها في قاعدة حميميم، وقتل كل من كانوا على متنها وعددهم 39 شخصا.وتنفذ دول عديدة عمليات عسكرية في أنحاء مختلفة من سوريا، ولها قوات على الأرض أو تشن الضربات من الجو أو من سفن في البحرالمتوسط. وتدعم هذه الدول أطرافا مختلفة في الصراع السوري أحيانا.وهناك خطوط ساخنة تتبادل من خلالها هذه البلدان معلومات حول عملياتها، لكن دبلوماسيين ومخططين عسكريين يقولون إن مخاطر قصف أي قوات دون قصد لا تزال كبيرة.