تمثل رواية “حومتنا الكبيرة” رواية فريدة من نوعها، باعتبارها تعتمد على اللهجة التونسية اليومية الممزوجة بالعبارات البذيئة “المعبرة” في تسليط الضوء على عديد القضايا الاجتماعية والفكرية كالبطالة، والمحسوبية، والهجرة، والفقر، والتفاوت الطبقي، والصراع الايديولوجي الذي ظهر ابّان الثورة بين الاسلاميين والعلمانيين.
رواية “حومتنا الكبيرة” ولئن كانت تطرح في أجزاءها التي بلغت حتى اللحظة 32 جزءا الكثير من المواضيع التي يعتبرها البعض تابوهات ولا يجوز التطرّق لها، الاّ أنّها تلقى في متابعة كثيفة من رواد العالم الافتراضي، كونه المكان الوحيد الذي سمح بتواجد مثل هذا النوع من الأدب الغريب نوعا ما عن البعض، خصوصا وأنّ بداية طرح أجزاء الرواية كانت في 2009 في وقت كان التضييق على مبادئ الحقوق والحريات أمرا سائدا.
رواية “حومتنا الكبيرة” بطلها “مورو ولد ماريا” شاب ذو مستوى جامعي يحاول جاهدا التأقلم مع وضع اجتماعي بائس و يواجه رفقة صديقيه المخلصين “بوحميد” و “مهدي” عديد المغامرات والتحديات، زاد من تشويقها اقحام شخصيات أخرى في حياة البطل كـ”سلوى” عاملة ماخور عبدالله قش، وخال البطل الملقب بـ”الدهما” الذي يقود شبكة لتجارة المخدرات في أروبا.
وباستفسار صاحب الرواية عن سبب عزوفه عن نشر روايته من الفضاء الافتراضي الى الفضاء الحقيقي، وعن سبب اختياره للهجة التونسية و إبراز “الاباحة” في اسلوب السرد والوصف، يقول وهو رافعا لشعاره ” انني من الشعب و الى الشعب أكتب”، ومؤكدا باللهجة التونسية “مازال المجتمع بعاداتو و تقاليدو المترسخة فيه، بعيد باش يتقبل هذا النوع من الادب، بالرغم نحكي على واقع يعيشه اغلب المجتمع”، مضيفا “بصراحة ما عنديش برشا وقت، و اصلا ما نعيشش في تونس و بعيد على الدوائر الانتاجية”.
ويتابع، ” نكره الكتابة النمطية و الخشبية و حبيت نكتب حاجة ينجم يفهمها كل تونسي بمختلف مستواياتهم الثقافية، و احسن حاجة انك تكتب بلهجة تونسية المستعمل”.
ويلوح في ختام تصريحه “الهدف متاعي كان باش نخلي العباد تقرا و نحكي على الواقع بدون ريتوش و ماكياج يوميا”.