أكد اليوم الخميس 13 أفريل 2023، أستاذ الإقتصاد بالجامعة التونسية رضا الشكندالي، أن الانضمام إلى المجموعة الاقتصادية “بريكس”، التي تضم أفضل البلدان المحققة لنمو سريع في السنوات الأخيرة، ليس بالأمر السهل إطلاقا.
وفي حوار له مع وكالة تونس افريقيا للأنباء اليوم الخميس 13 أفريل 2023، أوضح الشكندالي أن هذه المجموعة التي تأسست سنة 2006 ترنو الى منافسة مجموعة السبع حتى تخلق توازنا عالميا يقلص من هيمنة الدول العظمى ويقلّل من الاعتماد على الدولار وذلك بتقوية المعاملات التجارية فيما بينها.
وتابع أن البلد الذي يريد أن يكون عضوا فاعلا ضمن مجموعة “بريكس” ، لا بد ان تتوفر لديه نسبة نمو عالية بما يجعله يسهم بالفعل في دفع ركائز قوة المجموعة اقتصادي، ما يعني ان البلدان الضعيفة اقتصاديا على غرار تونس، لا يمكنها أن تلتحق بالمجموعة في أفضل الحالات إلا كبلد ملاحظ.
وأرى أنّ الجزائر تمتلك، في المقابل، حظوظا أوفر من تونس بما لديها من عوامل قوّة للالتحاق بهذه المجموعة وهو النفط والغاز المطلوب بقوة من الصين والذي يمكن أن يكون سلاحا مهما في ظل الصراع في أوكرانيا.
لكن الاتفاق الجزائري الإيطالي حول الغاز الذي تعزز بفعل ازمة الغاز في أوروبا خريف 2023 بعد العقوبات على روسيا ومشاكل امدادات الغاز، قد يكون له مفعول ارتدادي على المفاوضات للانضمام الى “البركيس” على اعتباره اتفاقا خارج المجموعة، وهو أمر قد لا يساعد الجزائر في أن تكون طرفا قويا في هذه المجموعة ويمكن أن تكتفي في أقصى احالات بموقع الملاحظ، وفق الشكندالي.
أما عن تونس، اعتبر رضا الشكندالي ان الوضع مختلف تماما، خاصة وان البلد يمر بصعوبات اقتصادية جمّة، مما يجعل تونس بلدا غير فعّال ضمن نظام مجموعة “البريكس”، وأضاف ان هذه المجموعة الوليدة غير قادرة خاصة على مستوى نظام الاقتراض على تقديم الكثير لتونس الا اذا كانت لديها رؤية بشأن موقع تونس الجيوستراتيجي ضمن الخارطة العالمية للتحالفات العالمية المتنامية خاصة وانها تبقى بالفعل بوابة للاستثمار في افريقيا.
وبخصوص ما إذا خيّرت تونس ولوج هذا الطريق، قال الشكندالي إنها تحتاج في هذه الحال الى عقد شراكات شاملة مع مجموعة “البريكس”، تتجاوز هذا الإطار الضيق الذي يجعل من تونس وعاء لتسويق المنتجات الصينية، وهي منتجات غالبا ما نجدها بكثرة في الأسواق الموازية.
وتحدث عن ضرورة تجاوز هذه الشراكات المبادلات التجارية لتشمل الاستثمارات الصينية والروسية والهندية حتى تنمي هذه الاستثمارات صادرات تونس نحو المجموعة وتحول هذا العجز المتنامي الى فائض تجاري يقلص الحاجة الى التداين الخارجي، فالعلاقات التجارية الحالية مع مجموعة “البريكس” فاقمت العجز التجاري ودفعت البلاد الى مزيد التداين الخارجي.