حملة بيئية بعنوان ”رجع البحر” أطلقها الناشط حمدي الجويني منذ فترة للتحسيس بمخاطر التلوث التي تسببت في جعل البحر في الضاحية الجنوبية بشكل عام وحمام الشط بشكل خاص غير صالح للسباحة وحرم أهالي المنطقة من التمتع بمحيط سليم في ظل انبعاث روائح كريهة.
وانطلقت هذه الحملة بتظاهرة احتضنها شاطئ حمام الشط يوم الأحد شارك فيها عدد من الأهالي والمنظمات الوطنية على غرار الهلال الأحمر التونسي والكشافة التونسية وجمعية ” هن”.
حملة على مواقع التواصل الاجتماعي
وأفاد منسق الحملة الناشط حمدي الجويني لموزاييك بأن هذه التظاهر قد سبقتها حملة على مواقع التواصل الاجتماعي شارك فيها ناشطون وفنانون ورياضيون من خلال فيديوهات تحسيسية حول الأزمة البيئية في الضاحية الجنوبية.
وأكد الجويني أن الشريط الساحلي في الضاحية الجنوبية الممتد من رادس وصولا إلى برج السدرية لم يعد وجهة قابلة للاصطياف بعد أن كان سابقا لا وجهة لأهالي المنطقة فقط وإنما وجهة لسياح من مختلف دول العالم وما كان يرافقه من دينامكية وحركية اقتصادية في المنطقة.
وحول أسباب هذه الوضعية البيئية، أكّد الناشط حمدي الجويني أنها متعددة مشيرا إلى تعويم المسألة خصوصا في ظل تعدد الحكومات والمتدخلين وعدم الاستقرار السياسي والإداري في مستوى الحكم والحوكمة وهو ما يؤدي إلى عدم الوصول فهم الظاهرة وأسبابها.
أسباب متعددة
ويحمل عدد من الأهالي مسؤولية الوضع الكارثي للشريط الساحلي في الضاحية الجنوبية لمياه قنوات الصرف الصحي التي يتم سكبها في البحر في حين يُحمّل عدد آخر المسؤولية للتلوث الناجم عن السكب الصناعي، فيما يُحمّل نشطاء المسؤولية للخيارات التنموية للدولة التي وافقت على تركيز وحدات صناعية بالقرب من هذه الشواطئ وما رافقها من تصريف للفضلات في البحر إضافة إلى مسؤولية المواطنين من خلال البناء الفوضوي والتخلص من مخلفات هذا البناء في البحر فضلا عن رمي الفضلات في الشواطئ.
وفي هذا الصدد أكّد حمدي الجويني أن هذه الحملة البيئية المتواصلة، تهدف إلى فهم الظاهرة وأسبابها اعتمادا على خبراء في ظل تعدد الروايات غير المبنية على أسس علمية.