قال رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي ان الأولوية المطلقة اليوم لمقاومة الدكتاتورية العائدة التي ستواجه الجميع مشيرا الى أنه لا ينبغي أن يتكرر ما حدث زمن الرئيس الراحل بن علي، لأن الخطر يحدق بالجميع، وانما الأولى الذهاب إلى الأمام بنظام ديمقراطي يستفيد من التجربة وينطلق من دستور 2014 ويمكن أن يطوره.
واعتبر الغنوشي في حوار مع ‘العربي الجديد ‘ اليوم الاثنين أن تونس عاشت خلال عشر سنوات حرية وديمقراطية معاصرة، لا تقل عن حرية العواصم الديمقراطية، كلندن وباريس وبرلين وواشنطن، والتونسيون لن يتنازلوا عن ذلك، وفق تعبيره.
وشدد رئيس النهضة على أن دعم حزبه لقيس سعيد في الدور الثاني من انتخابات 2019، خطأ حصل بسبب نقص في الوعي والخضوع لضغوط الواقع في تلك المرحلة مشيرا الى أنه قد ينجح إلى حين في فرض الأمر الواقع وليس يسيراً أن يتم تقلب الصفحة ويأتي قيس بدستور جديد ويلغي دستور الثورة.
مساع لإقناع شخصيات وطنية بقيادة حوار وطني
وأضاف الغنوشي أن حركة النهضة مستعدة اليوم للتنازل عن أي موقع، حتى عن المشاركة أصلاً، و المهم إنقاذ الديمقراطية.
وقال ان الدستور المطروح للاستفتاء يمثل دولة ما قبل الحداثة الغربية وما قبل الإصلاح الإسلامي، مشيرا الى أن سعيّد في الحقيقة يطرح مشروعاً فيه “إسلام” تتحكم فيه الدولة، وهو “إسلام” بلا حرية وبلا عقل، ونحن لا نريد ذلك.
ودعا رئيس حركة النهضة الى حوار فيه قيس سعيد ، لا يستبعد ولا يقصي أحداً إلا من أقصى نفسه، وإذا رفض الرئيس ، وهذا منتظر، فينبغي أن يكون حواراً دونه .
وتابع قائلا: ‘ يمكن أن تشرف على هذا الحوار منظمات المجتمع المدني التي أشرفت على الحوار في السابق، أو شخصيات محايدة يرتضيها الجميع، كاشفا عن مساع في هذا الصدد لإقناع عدد من الشخصيات لقيادة هذا الحوار الذي سيفضي الى حكومة انقاذ يديرها اقتصاديون وتستمد شرعيتها من مجلس نواب الشعب، الذي نعتبره شرعياً، ثم تنظم انتخابات تشريعية ورئاسية تحت إشراف الحكومة.
واعتبر الغنوشي أن إمكانية إيقافه تبقى أمرا عاديا متوقعا، مشيرا الى أنه عندما تترجم خطابات قيس سعيد لا تجد الا حروبا و خصامات و سجونا و محاكمات .