ووجد الباحثون أن المرضى الذكور لديهم إنتاج ضعيف لأنواع معينة من الخلايا المناعية، التي تقتل الفيروس وتقاوم الالتهابات.
ومع ذلك، كان لأجهزة المناعة لدى النساء استجابة قوية لم تنخفض مع تقدم العمر، كما يظهر عند الرجال.
ويقول فريق البحث، من جامعة ييل في نيو هيفن، كونيتيكت، إن النتائج تقدم بعض الأدلة في الاختلافات بين الجنسين، ويضيف أن الرجال والنساء قد يحتاجون إلى أنواع منفصلة من اللقاحات والعلاجات.
وقال كبير الباحثين، الدكتور أكيكو إيواساكي، أستاذ علم المناعة في جامعة ييل: “لدينا الآن بيانات واضحة تشير إلى أن المشهد المناعي لدى مرضى “كوفيد-19″ يختلف اختلافا كبيرا بين الجنسين، وأن هذه الاختلافات قد تكمن وراء زيادة القابلية للإصابة بالأمراض لدى الرجال. وبشكل جماعي، تشير هذه البيانات إلى أننا بحاجة إلى استراتيجيات مختلفة لضمان أن العلاجات واللقاحات فعالة على حد سواء لكل من النساء والرجال”.
وفي جميع أنحاء العالم، يمثل الرجال زهاء 60% من الوفيات الناجمة عن “كوفيد-19″، كما أبلغت دول فردية عن ظروف مماثلة.
وفي المملكة المتحدة، وجد الباحثون الذين درسوا 17 مليون بالغ، أن الرجال قد يواجهون ما يقرب من ضعف خطر الموت من الفيروس، مقارنة بالنساء.
وأظهرت بيانات من الصين، حيث بدأت الأزمة، أن ثلثي المرضى على الأقل من الذكور.
ومع ذلك، لم يتضح سبب تعرض السكان الذكور لضرر أكبر.
وفي الدراسة، التي نُشرت في مجلة Nature، درس الفريق حالة 17 رجلا و22 امرأة دخلوا إلى مستشفى Yale-New Haven بين 18 مارس و9 مايو، والذين ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا.
وقال إيواساكي لصحيفة نيويورك تايمز، إن المرضى الذين يستخدمون أجهزة التنفس الصناعي أو الأدوية، التي تؤثر على الجهاز المناعي، استبعدوا “للتأكد من أننا نقيس الاستجابة المناعية الطبيعية للفيروس”.
وجمع الباحثون مسوحات من البلعوم والدم واللعاب والبول والبراز، كل 3 إلى 7 أيام، وكذلك من الأشخاص غير المصابين بالعدوى.
وأظهرت النتائج عدم وجود فروق في الحمل الفيروسي، بين الرجال والنساء، أو في مستويات الأجسام المضادة لفيروس كورونا.
ومع ذلك، في المراحل المبكرة من العدوى، يميل المرضى الذكور إلى إطلاق بروتينات التهابية تسمى السيتوكينات، أكثر من المرضى الإناث.
وبشكل عام، تُطلق السيتوكينات من قبل الجهاز المناعي كخط دفاع أول، حيث تصل إلى موقع الإصابة وتخلق الالتهاب كحاجز مادي ضد الفيروس لتعزيز الشفاء.
وفي حالة “كوفيد-19″، تُعرف هذه البروتينات برد فعل مفرط خطير من الجسم يسمى عاصفة السيتوكين. وتحدث هذه العواصف المزعومة عندما لا يقاوم الجسم الفيروس فحسب، بل يهاجم أيضا خلاياه وأنسجته.
ويمكن أن تؤدي عواصف السيتوكين إلى ضائقة تنفسية، والتي يمكن أن تؤدي إلى فشل الأعضاء والوفاة.
ووجد الباحثون أن النساء تميل إلى إنتاج خلايا تائية أكثر وأقوى، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء التي ترتبط بالخلايا المصابة بالفيروس وتقتلها.
ومع ذلك، كان لدى الرجال استجابة أقل قوة للخلايا التائية من النساء، وارتبط ذلك بشدة مرضهم.
ولا تساعد الدراسة في تفسير سبب وجود هذه الاختلافات بين الجنسين، لكنها تقدم بعض الأدلة. كما يقول الباحثون إن أنواعا مختلفة من اللقاحات والعلاجات قد تكون ضرورية للذكور والإناث.
المصدر: ديلي ميل