في غياب سياسة اتصالية تقترب على الأقل من الوضوح والنجاعة لدى مؤسسات الدولة المهمّة يبدو أن وسائل التواصل الاجتماعي تغلّبت على ” برامج ” الحكومة ( إن كانت لها برامج أصلا ) وخاصة في ما يتعلّق بالتلقيح ضدّ وباء كورونا . فقد عمّ الخوف أغلب الناس من ” المضاعفات الخطيرة ” التي يمكن أن يسببها هذا التلقيح حسب ما روّجت له بعض الأطراف على نطاق غير رسمي مستغلّة مناخ عدم الثقة السائد بين الحكومة والمواطنين.
وفي هذا الإطار خلصت دراسة ميدانية قامت بها الجمعية التونسية للسلامة الصحية والبيئية حول رغبة التونسيين في الحصول على التلقيح إلى أن 22 بالمائة فقط من المستجوبين أي 6310 أشخاص أبدوا استعدادهم للقيام بالتلقيح من جملة 28688 شخصا تم استجوابهم موزعين على جميع الفئات العمرية.
وأوضح رئيس الجمعية التونسية للسلامة الصحية والبيئية في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء أن عينة المستجوبين شملت أشخاصا من ولايات سوسة والمنستير والمهدية والقيروان وأريانة من منتصف جانفي إلى منتصف فيفري الجاري . وقد عبّر حوالي 60 بالمائة من الإناث و40 بالمائة من الذكور من جملة 6310 أشخاص عن رغبتهم في القيام بالتلقيح في حال توفره وهم في اغلبهم ممن فاقت سنهم 65 سنة .
وفي المقابل بلغت نسبة الرافضين القيام بالتلقيح 38 بالمائة من ذات العينة بسبب جهلهم لفوائده ونجاعته والخوف من الأعراض الجانبية وعدم ثقتهم في السلطات المعنية في إدارة ملف كورونا وعجزها في توفير التلاقيح لجميع المواطنين وكذلك بسبب الاعتقاد بأن كورونا لا تمثل خطرا للبعض.
وأوضح المصدر أن 30 بالمائة من الرافضين للتلقيح أبدوا رغبتهم في القيام به بعد توعيتهم بخطورة المرض وأهمية التلقيح و ان 40 بالمائة من العينة المستجوبة لم يحسموا أمرهم بعد للقيام بالتلقيح من عدمه.
و قد توصلت الدراسة إلى عدة استنتاجات أهمها عدم رضا عدد كبير من التونسيين عن المسؤولين في إدارة ملف الكوفيد لاسيما في موضوع التلاقيح داعية وزارة الصحة والحكومة ككل غلى مضاعفة جهودها في توفير التلاقيح في أقرب الآجال وبأعداد كافية و أن تعمل بصفة عاجلة على القيام بحملات تحسيسية لإبراز أهمية القيام بالتلاقيح .