أكد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان على تطابق المواقف التونسية والتركية في معظم الملفات الثنائية والإقليمية، وقد وقع الجانبان اتفاقيات في عدة مجالات، وأكدا على تعزيز التعاون بينهما.
ففي مؤتمر صحفي عقب محادثات في القصر الرئاسي بالعاصمة التونسية، قال الرئيس التركي إن بلاده و تونس تعتبران القدس خطا أحمر عقب القرار الأمريكي باعتبارها عاصمة لاسرائيل، وأضاف أنه لا يمكن قبول أي خطوة بالنسبة للوضع التاريخي للقدس وهويتها.
ودعا أردوغان إلى توحيد الأصوات العربية والإسلامية للتصدي لقرار واشنطن اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، واقترح في السياق ذاته تغيير شروط العضوية الدائمة في مجلس الأمن لتصبح دورية أمام كل دول العالم، مؤكدا أن دولة واحدة لا يمكنها عرقلة مسيرة العالم، في إشارة إلى الولايات المتحدة.
كما تحدث الرئيسان عن تطابق مواقف البلدين فيما يخص الوضع في ليبيا، وقال الرئيس التونسي إن مواقف البلدين متشابهة بشأن العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وأشار إلى أنه قبِل دعوة من أردوغان لزيارة تركيا.
وكان الرئيس التركي وصل إلى تونس فجر اليوم في زيارة تستمر يومين، على رأس وفد كبير يضم عددا من أعضاء الحكومة بينهم وزراء الدفاع والاقتصاد والخارجية، بالإضافة إلى 150 من رجال الأعمال.
ويؤدي أردوغان زيارته الأولى إلى تونس بصفته رئيسا بعد زيارتين أجراهما بوصفه رئيسا للوزراء، الأولى في سبتمبر 2011 في إطار دعم العلاقات الثنائية ومساندة ثورات الربيع العربي، والثانية في جوان 2013. وتأتي هذه الزيارة في إطار جولة شملت السودان وتشاد.
هذا وقد وقع الجانبان التونسي والتركي اتفاقيات في المجالات الاقتصادية والعسكرية والبيئية، وقال أردوغان إن رجال الأعمال الأتراك الذين رافقوه في زيارته سيعملون من أجل عقد شراكات مع نظرائهم التونسيين.
وقال وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي إنه جرى توقيع أربع اتفاقيات ومذكرات تفاهم، بينها اتفاقية عسكرية، واتفاقية لتعزيز وحماية الاستثمارات، تهدف لزيادة استثمارات تركيا في تونس.
وقد أشار الرئيس التونسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك إلى العجز التجاري الذي تعاني منه بلاده في المبادلات الثنائية المقدرة حاليا بمليار دولار، وأبدى نظيره التركي تفهمه بهذا الشأن، ووعد بزيادة حجم المبادلات على أساس متوازن وعادل، فيما نقلت مراسلة الجزيرة ميساء الفطناسي عنه قوله إن الإجراءات التي اتخذتها تونس للتقليل من العجز في مبادلاتها مع تركيا تمت بالتشاور.
وأكد الرئيس التركي استعداد بلاده لدعم الجهود التونسية في المجالين الاقتصادي والأمني، وقال إن تركيا تقف دائما إلى جانب تونس للحفاظ على الاستقرار والتطور والنمو فيها.
وأشاد أردوغان بالتقدم الذي حققته تونس على صعيد الانتقال الديمقراطي، وقال إنها قدمت للعالم نموذجا في التوافق، مؤكدا أنه يمكن توسيع العلاقات في كل المجالات، ومثمنا موقف تونس الداعم لبلاده في محاربة الإرهاب.
من جهته، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن إن أردوغان بحث مع المسؤولين التونسيين تعزيز التعاون في مجالات السياحة والاقتصاد والطاقة والصناعات الدفاعية. أما وزير الخارجية التونسي فقال إن مجلس التعاون الإستراتيجي المشترك سيجتمع مطلع العام المقبل.