انتظمت صباح الجمعة 26 فيفري 2021 الندوة الافتراضية لجمعية “أحباء الطيور ” AAO/BirdLife en Tunisie) ( بالتعاون مع الادارة العامة للغابات و شبكة أطفال الأرض و مركز البحوث و الدراسات تور دو فالات Tour du Valat ))
و نتدرج هذه الندوة في أطار الإحتفال باليوم العالمي للمناطق الرطبة الذي حمل هذا العام شعار “المياه الأراضي الرطبة و الحياة لا ينفصلون.
و خلال افتتاح فعليات الندوة الافتراض قال رئيس جمعية أحباء الطيور الهادي عيسى أن الجمعية عملت منذ أربعة عقود على حماية الطيور و الأنظمة البيولوجية التي تعيش فيها مشيرا الى أن المناطق الرطبة هوئل لأغلب الطيور المهاجرة التي تزور تونس و لذلك دأبت الجمعية منذ سنة 2002على لقيام بالتعداد السنوي الشتوي للطيور المائية في اطار برنامج عالمي تقوم به 150 دولة.
و لم يخفي رئيس جمعية أحباء الطيور مخاوفه من مصير المناطق الرطبة التي تمثل ملاذ أغلب الطيور المهاجرة حيث أكد أن عددا منها يتعرض للانتهاكات بشكل يوم و قد يصبح التدارك مستحيلا اذا لم يتم توفير حماية فعلية لهذه الأنظمة البيئية و أضاف قائلا أن سبخة السيجومي التي تكتسب أهمية عالمية من حيث التوع البيولوجي أصبح مصبا لفضلات مواد البناء على مرأى الجميع
من جهته اعتبر المدير العام للغابات محمد بوفروة أن هناك شراكة استراتيجية بين الادارة العامة للغابات و جمعية أحباء الطيور تهدف الى حماية الطيور التونسية حيث انشأ الطرفان منصة الكترونية تحمل أسم stop braconnage تهدف الى تشريك المواطنين في التبليغ عن عملية الصيد العشوائي و قنص الأصناف المحمية اضافة الى انجاز عدة برامج مشتركة تهدف الى حماية المناطق الرطبة على غرار سبخة السيجومي.
الندوة الافتراضية كانت مناسبة قدم خلالها المنسق العلمي لجمعية أحباء الطيورهشام الزفزاف نتائج التعداد الشتوي للطيور المائية لسنة 2021 الذي كشف أن عدد الطيور المهاجرة التي زارت تونس خلال هذا الشتاء تجاوز 500 ألف طائر و أحتلت سبخة السيجومي المرتبة الأولى من حيث الأهمية الايكولوجية حيث زارها هذا العام أكثر من 126 ألف طائر تليها سبخة أريانة بقرابة 89565 طائر .
و أشار الزفزاف أن التعداد الشتوي للطيور المائية لهذا العام كشف أيضا تراجعا من حيث عدد أصناف الطيور التي جاءت لقضاء فصل الشتاء في تونس حيث بلغ العدد الأقصى لأصناف الطيور المهاجرة في منطقة رطبة واحد 45 صنف و تم تسجيل هذا الرقم في سبخة السليمان و اعتبر المنسق العلمي لجمعية أحباء الطيور أن تراجع عدد أصناف الطيور في المناطق يشير الى الانتهاكات التي تطال هذه الأنظمة البيئية بسبب الانشطة البشرية و التغيرات المناخية.
السبخة السيجومي التي تعتبر أهم منطقة رطبة و تونس و المدرجة ضمن اتفاقية رمسار الدولية نالت حيزا كبيرا من الاهتمام خلال الندوة الافتراضية لجمعية أحباء الطيور حيث أكد المديرة التفيذية للجمعية كلوديا فلتراب الزفزاف أن التنوع البيولوجي الفريد من نوعه بسبخة السيجومي مهدد بالزوال بسبب مشروع التهيئة التي تعتزم وزارة التجهيز انجازهو الذي لا يحترم المقاييس التي تضمن التوازن بين التهيئة السبخة و الحفاظ عليها كمنطقة رطبة ذات أهمية كبيرة أمضت البلاد التونسية عدة اتفاقيات دولية من أجل حمايتها.
و شددت المديرة التنفيذية أن جمعية أحباء الطيور لا تعارض تهيئة سبخة السيجومي بل تعارض الصيغة الحالية لمشروع وزارة التجهيز الذي قد يتسبب في زوال نظام بيئي فريد من نوعه لأنه أعد دون الأخذبرأي الجمعيات البيئية الوطنية و الدولية و انجازه ستكون له تداعيات وخيمة على هذه المنطقة الرطبة المدرجة ضمن اتفاقية ” رمسار” .
و أضافت كلوديا فلتروف الزفزاف أن جعية أحباء الطيور تعمل مع شركائها المحليين و الدوليين على الحماية سبخة السيجومي و تثمين مخزونها البيئي لدى الرأي العام و أصحاب القرار.
من جهتها كشفت سمر الكيلاني المكلفة بمشروع “سبخة السيجومي ” في جمعية أحباء الطيور أن هذه المنطقة الرطبة الحضارية تستقبل لوحدها خمس الطيور المائية المهاجرة نحام الفي فصل الشتاء كما أنها مقصد ثلث أعداد الوردي بالبلاد التونسية .
و رغم كل هذاء الثراء بيئي تهدد سبخة السيجومي عدة أخطار منها الزحف العمراني و التلوث لمن التهديد الأكبر يكمن في مشروع التهيئة العمرانية الذي تعتزم وزارة التجهيز و الاسكان انشاءه دون مراعة لخصائص البيئية التي جعلت من سبخة السيجومي تصنف ضمن اتفاقيات “رامسار” و “زيكو” الخاصة بالمناطق الرطبة ذات الأهمية كبيرة.
و أضافت كيلاني أن المجتمع المدني يلعب اليوم دورا بالغ الأهمية في الحفاظ على هذا الوسط البيئي حيث أطلقت جمعية أحباء الطيور و شبكة أطفال الأرض مؤخرا وحدة مراقبة للطيور المائية في سبخة السيجومي من سكان المناطق المجاورة لها و يتمثل دورهم الأساسي في متابعة الوضع البيئي بكل دقة و الابلاغ عن أي متغيرات
و شارك في الندوة الافتراضية البيئية خبراء من مركز البحوث و الدراسات تور دو فالات Tour du Valat الذين قدموا عدة مشاريع بالشراكة مع جمعية أحباء الطيور تهدف الى حماية المناطق الرطبة في تونس و في منطقة المتوسط على غرار التحالف المتوسطي من أجل المناطق الرطبة و شبكة الطيور المائية بالمتوسط (ROEM