بالامس القريب كل الطبقة السياسية داخل البرلمان دون استثناء ساهمت في اسقاط حكومة الحبيب الجملي بطريقة مباشرة او غير مباشر ،وفيهم من ذهب منذ البداية إلى حكومة الرئيس من اجل حسابات سياسية ضيقة ،وفعلا سقطت حكومة الحبيب الجملي داخل قبة البرلمان ،وذهبنا إلى حكومة الرئيس …
وقد اعلن رئيس الجمهورية على تكليف الشخصية الاقدر التي نصت عليها الفقرة الثالثة من الفصل 89 من الدستور التونسي ، ولكن كانت الأقدر حسب تصور رئيس الجمهورية وليس تصور اغلبية الطبقة السياسية داخل قبة البرلمان ،
وكأنه اراد وضع حد لسياسة التوافق المغشوش .
حيث اختار شخصية لم تكن تختر على بال احد ،بأن يكون قيادي في حزب رفضه الشعب في الرئاسية والتشريعية ،والايام القادمة وحدها ستثبت هل هو الشخصية الاقدر لقيادة البلاد ام لا ؟!!!
الندوة الصحفية لرئيس الحكومة المكلف كانت تحمل عدة رسائل إيجابية إلى الشعب التونسي ،وتحدث بكل وضوح
في بداية الندوة على الوضع الاجتماعي والاقتصادي وبعض الاصلاحات التي ستكون ضمن البرنامج الحكومي ، ثم على نتائج الانتخابات الرئاسية في الدورة الثانية .
و قالها بوضوح رئيس الجمهورية هو من اعطاه الثقة في ترأس الحكومة وسوف يكون وفي له من حيث التوجهات السياسية والاجتماعية خاصة وبطريقة غير مباشر يعتبر الحزام السياسي هو من اجل منح الثقة لحكومته لا غير خاصة في الوقت الحالي ، وبذلك فهو قد اختار شرعية الرئيس ،واعلن ان حزبي قلب تونس والدستوري الحر مكانهما الطبيعي المعارضة وهذا ليس اقصاء وانما هذه الديمقراطية التي افرزتها نتائج الانتخابات الرئاسية .
رئيس الحكومة المكلف قال ما عجزت ان تقوله اغلب الطبقة السياسية التي فازت في الانتخابات التشريعية ، حيث قال :”ما نحبش الناس الكل في الحكم ،لازم معارضة لتضغط على الحكومة ،يزينا من البدع متع التوافق بين الناس الكل ” .
هذه تعتبر رسالة إلى الطبقة السياسية ، كفانا من سياسة التوافق المغشوش التي عاشتها تونس في الفترة الماضية .
وفي المقابل رئيس حركة النهضة يسعى بكل جهد لتشريك حزب قلب تونس في الائتلاف الحكومي حتى لا يتحالف مع عبير موسي .
حقيقة رئيس الحكومة المكلف يضع راشد الغنوشي في موقف محرج امام انصاره من جهة وامام حلفائه في الظل من جهة اخرى .
الخلاصة خطاب رئيس الحكومة المكلف في الندوة الصحفية يعبر على انها حكومة الرئيس بإمتياز واتمنى ان يكون في مستوى تطلعات الشعب التونسي .
ورسالتي إلى السيد إلياس الفخفاخ لا تثق كثيرا في كلام الشخصيات السياسية المتلونة والتي غايتها الاساسية مصالحهم الضيقة قبل كل شيء .
واخيرا ، يبقى السؤال المطروح : هل ينجح رئيس الحكومة المكلف ويستمر في المسار الذي تحدث عنه في الندوة الصحفية ؟!