ثقافة

جوائز ” شبكة ” و” تكميل “: دعم واعد للأصوات السينمائية العربية والأفريقية

أعلنت الدورة الخامسة والثلاثون لأيام قرطاج السينمائية، الخميس 19 ديسمبر 2024، عن جوائز ورشتي ” شبكة ” و”وتكميل ” ضمن قسم ” قرطاج للمحترفين “. تهدف هذه المنصة المهنية إلى دعم الأصوات السينمائية الواعدة من العالم العربي وإفريقيا، من خلال توفير فرص تطوير المشاريع والإنتاج المشترك.

امتدت أشغال الورشتين من 16 إلى 19 ديسمبر بمشاركة 11 مشروعًا في ” شبكة ” (مرحلة التطوير) و9 مشاريع في ” تكميل ” (مرحلة ما بعد الإنتاج). تكوّنت لجنة التحكيم من أسماء بارزة في المجال السينمائي: عفاف بن محمود، ديما عازار، هبة عثمان، ومادلين روبرت، الذين أشادوا بجودة المشاريع المتنافسة وجرأة مواضيعها.

إشادة بالابتكار السينمائي
ورشة ” شبكة ” تهدف إلى تمكين المخرجين والمنتجين من تطوير مشاريعهم السينمائية وتحقيق رؤاهم الفنية، وتعتبر من بين الفعاليات الأساسية التي تدعم الابتكار السينمائي في المنطقة. وقد شهدت هذه الورشة مشاركة عدد من المشاريع الواعدة التي أثبتت قدرتها على تقديم قصص جديدة ومميزة. من بين الجوائز الممنوحة، تم تكريم مشروع “ملح الجنوب” للمخرج التونسي رامي الجربوعي بجائزة الجزيرة الوثائقية، التي تمنحه دعوة للمشاركة في أيام الجزيرة الصناعية 2025، وهي خطوة هامة نحو تعزيز حضور هذا المشروع في الساحة السينمائية الدولية. كما فاز مشروع ” الخنزير ” للمخرج السنغالي مامادو سقراط ديوب بجائزة ” كانال+/جامعة مواهب “، وهي جائزة تتيح له فرصًا كبيرة للتوسع والإنتاج. وتلقى مشروع ” البطاقة الزرقاء ” للمخرج السوداني محمد العمدة جائزة ” كانال+/اتفاقية التطوير “، ما يعكس الدعم المتزايد للسينما السودانية. من ناحية أخرى، تم تكريم مشروع ” قلب مفتوح ” للمخرج التونسي حمزة بالحاج بجائزة المنظمة الدولية للفرنكوفونية، فيما حصلت ديما حمدان من فلسطين على جائزة المعهد الفرنسي بتونس عن مشروع ” أمنيزيا “. وتكررت الجائزة للمخرج رامي الجربوعي بمشروعه ” ملح الجنوب “، الذي فاز أيضًا بجائزة المركز الوطني للسينما والصورة. ولتعزيز الحضور التونسي في المهرجان، حصل مشروع ” سيرتا ” للمخرج سيف شيدة على جائزة الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، بينما تم منح جائزة ” روايات ” لمشروع ” الأيام السبعة ” للمخرجة إيناس بن عثمان. وفي نفس السياق، حصل مشروع ” البطاقة الزرقاء ” مجددًا على جائزة الهيئة الملكية الأردنية ضمن ورشة موزاييك. هذه الجوائز لم تقتصر على دعم المشاريع السينمائية فقط، بل أعطت فرصة للعديد من صناع الأفلام المبدعين في المنطقة لإيصال أصواتهم وتحقيق طموحاتهم على الصعيدين الإقليمي والدولي، مما يعزز من مكانة ” أيام قرطاج السينمائية ” كمنصة أساسية للسينما في العالم العربي وإفريقيا.

تعزيز الإنتاج المشترك
ورشة ” تكميل ” تركز هذا العام على دعم الأفلام في مراحلها النهائية، مساعدة المخرجين على إتمام مشاريعهم وتحقيق رؤاهم الفنية على الشاشة الكبيرة. في دورتها الحالية، حصدت العديد من المشاريع السينمائية الجوائز والتقدير عن أعمالها المميزة. فقد فاز مشروع ” أنا وأمي ” للمخرج العراقي دلباك مجيد بجائزة قناة الجزيرة الوثائقية للإنتاج المشترك، مما يعكس تميز العمل في توثيق العلاقات الإنسانية بأسلوب فني مبتكر. كما حصل مشروع ” غوما طفح الكيل ” للمخرج إليز سواسوا من جمهورية الكونغو الديمقراطية على جائزة دي تي إس، في حين فاز بنفس المشروع أيضًا بجائزة المنظمة الدولية للفرنكوفونية، وهو ما يعكس تميز الفيلم في تناول القضايا الاجتماعية والإنسانية في سياق أفريقي حساس. ومن جهة أخرى، حصد مشروع “بقلب مفتوح” للمخرج التونسي عبد الله يحيى جائزة كوينتا، وهي تقدير لدور الفيلم في معالجة موضوعات عميقة تتعلق بالهوية والتاريخ. أما جائزة مركز ينينغا، فقد كانت من نصيب ” كاميرا لا تبكي ” للمخرجين السودانيين الصادق عبد القيوم وأدم أبو زار، ليحظى الفيلم بتقدير خاص من قبل لجنة التحكيم. وفي جائزة المركز الوطني للسينما والصورة، تم تكريم مشروع ” اختلافات في موضوع ” للمخرجين الجنوب أفريقيين جايزن جاكوبس وديفون ديلمار، الذي برع في تقديم قصة تلامس قضايا العصر. كما حصل نفس الفيلم على جائزة المعهد الفرنسي بتونس، وهو ما يعزز مكانته في المشهد السينمائي العالمي. في جانب آخر، حصل فيلم ” خمس عيون ” للمخرج المغربي كريم الدباغ على جائزة الهيئة الملكية الأردنية، تقديرًا لإبداعه في توظيف الأسلوب السردي. كذلك فاز مشروع ” ابنتك ” للمخرجة المصرية سارة الشاذلي بجائزة ليث للإنتاج عن سامي الغربي، تقديرًا لجودته الفنية والمحتوى الإبداعي المقدم. وأخيرًا، حصل مشروع ” أزل ” للمخرج التونسي رضا التليلي على جائزة الجامعة المركزية، مما يعكس قدرة الفيلم على التأثير في الجمهور واستقطاب الاهتمام الدولي. هذه الجوائز تمثل شهادة على مستوى الابتكار والاحترافية التي تميز الأفلام العربية والإفريقية في ورشة ” تكميل “، والتي تساهم في تعزيز السينما العالمية عبر إتمام أفلام تحمل رسائل قوية ومؤثرة.

رسالة مستمرة لدعم الإبداع
جوائز ورشتي ” شبكة ” و” تكميل ” تمثل خطوة جديدة نحو تعزيز الإنتاج السينمائي العربي والإفريقي، بما يعكس التزام أيام قرطاج السينمائية برعاية المبدعين وتسليط الضوء على أصواتهم الفريدة. من خلال هذا الدعم، تواصل المنصة المهنية ” قرطاج للمحترفين ” دورها الريادي في تشكيل ملامح المستقبل السينمائي في المنطقة.

ملاك الشوشي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى