ثقافةفنون

جندوبة: عشر سهرات فنية ومسرحية في مهرجان بلاريجيا الدولي… والقضية الفلسطينية في صميم الذاكرة الجماعية

من 28 جويلية إلى 9 أوت 2025، تحتضن آثار بلاريجيا بجندوبة الدورة 49 من مهرجان بلاريجيا الدولي، في برمجة تجمع بين الفن والمسرح والتكوين الثقافي، وتضع القضية الفلسطينية في صدارة الوعي الثقافي.

في ندوة صحفية احتضنها المركب الثقافي عمر السعيدي بمدينة جندوبة اليوم الاثنين 21 جويلية 2025، كشفت هيئة مهرجان بلاريجيا الدولي عن برنامج الدورة 49، والتي ستمتد فعالياتها من 28 جويلية إلى 9 أوت، بمسرح بلاريجيا الأثري، أحد أبرز رموز التراث الروماني في شمال غرب تونس.

  • بين الفسيفساء وفلسطين:مزج بين التراث والقضايا المعاصرة

وأكد شكري المديوني، رئيس جمعية مهرجان بلاريجيا الدولي، أن هذه الدورة ستكون وفية لروح المهرجان التي تمزج بين الجذور التاريخية والانخراط في القضايا الراهنة.

وأعلن عن مواصلة دعم المهرجان للقضية الفلسطينية، ليس فقط من خلال الكلمات والشعارات، بل من خلال أفعال ثقافية ذات وقع رمزي وواقعي. إذ تم إطلاق الدورة الثالثة من ورشات الفسيفساء، وهو تقليد بات من صميم هوية المهرجان.

وقد شارك في هذه الدورة عدد من الشباب والعائلات، تلقّوا تكوينًا في فن الفسيفساء، وانكبّوا على إنجاز لوحات فنية تراوحت بين استلهام الموروث الروماني الزاخر لبلاريجيا، وتجسيد القضايا الراهنة، وعلى رأسها مأساة غزة.

ومن بين الأعمال اللافتة، لوحات فسيفسائية حملت رموزًا من الكوفية الفلسطينية، والعلم الفلسطيني، وصورًا تعبّر عن الصمود والمقاومة، في تفاعل حيّ بين التاريخ والإبداع المعاصر.

وفي ذات الإطار، تُنظّم يوم 11 أوت 2025 ندوة فكرية تحت عنوان “القضية الفلسطينية: الحاضر والمستقبل”، بمشاركة باحثين وفاعلين من المجتمع المدني.

وتختتم هذه الدورة يوم 13 أوت، الموافق لعيد المرأة التونسية، بسهرة خاصة تحييها فرقة الكوفية الفلسطينية، في رسالة تضامن ثقافي وفني مع الشعب الفلسطيني.

  • عشر سهرات… تنوّع فني وعودة نجوم إلى ركح بلاريجيا

يفتتح المهرجان يوم 28 جويلية 2025 مع سهرة الفنانة درة الفورتي، لتكون الانطلاقة مع صوت تونسي نسائي قوي، يمزج بين الإحساس والالتزام.

في اليوم الموالي، يعود المسرح إلى الواجهة من خلال عرض “رقصة سماء”، وهو عمل فني يُنتظر أن يقدّم تجربة بصرية ومضمونية خاصة.

يوم 30 جويلية، يحيي الفنان رؤوف ماهر السهرة الثالثة، ليضرب موعدًا جديدًا مع جمهوره في جندوبة. أما غرة أوت، فيكون الموعد مع المسرحي جلال الدين سعدي الذي يعود بمسرحية “ليلة عجب”، في عرض يُنتظر أن يجمع بين النقد والفرجة.

وفي سهرة 3 أوت، يُقدّم كل من حمودة فلاح، أيمن غزال، ويوسف الوسلاتي عرضًا فنيًا ثلاثيًا يمزج بين الأنماط الموسيقية التونسية في تنوعها.

ثم يأتي الدور يوم 4 أوت للفنان مرتضى الفتيتي، الذي يعود للموسم الثاني على التوالي إلى ركح بلاريجيا، مؤكدًا نجاحه الجماهيري.

ويكون يوم 5 أوت مخصصًا لعرض “النوبة الجندوبية 2″، في محاولة لإعادة الروح للأغنية الجندوبية الأصيلة.

ويواصل المهرجان تقديم عروضه يوم 7 أوت مع عرض YOMA، الذي يُعد من التجارب الفنية الجديدة في المشهد البديل.

ويُختتم المهرجان يوم 9 أوت بعرض أوركسترالي للفنان حسان الدوس، الذي يزاوج بين الكلاسيكيات العالمية والنفَس التونسي الأوبرالي، في مسك ختامي يعكس تطور الذائقة الموسيقية لدى جمهور المهرجان.

  • بلاريجيا… حين يصير المسرح الأثري شاهدًا على الحاضر

من خلال هذه الدورة، يكرّس مهرجان بلاريجيا الدولي مكانته كأحد أبرز المواعيد الثقافية الصيفية بالشمال الغربي، ليس فقط بفضل تنوع عروضه الفنية والمسرحية، بل أيضًا بفضل ارتباطه الوثيق بهوية الجهة، وحضوره في النقاشات المجتمعية الكبرى.

بلاريجيا ليست فقط فسيفساء رومانية محفوظة في الحجارة، بل هي فسيفساء حية تتغذى من الذاكرة الجماعية، وتنطق بالفن، وتنحاز للإنسان.

ملاك الشوشي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى