لأوّل مرّة منذ عام 1958 تكون البلاد التّونسيّة ممثّلة وحاضرة في الدّورة السّابعة والخمسين للمعرض الدّوليّ للفنّ المعاصر ضمن فعاليّات بيينالي البندقيّة، وذلك بفضل الرّعاية الموصولة لوزارة الشّؤون الثّقافيّة. ويقدّم الجناح التّونسيّ نفسه في هذه الدّورة على نحو فريد من نوعه، بعيدا عن الفضاء التّقليديّ الّذي يعرض للفنّانين وأعمالهم. وستتّخذ المشاركة التّونسيّة شكل أداء رمزيّ وتفاعليّ يهدف إلى أن يكون نقطة انطلاق لتدارس مسألة الحدود، والتّأكيد على روح البيينالي ذاتها الّتي تتمحور حول غياب هذه الحدود. وتتحوّل البندقيّة من خلال هذا الأداء إلى مسرح في الهواء الطّلق يسعى إلى أن يكون عالما مصغّرا يتكوّن من عديد الأجنحة الوطنيّة، حيث يصبح بالإمكان التّنقّل من دولة إلى أخرى دون حواجز. وفي هذا السّياق تندرج المشاركة التّونسيّة،انطلاقا من فكرة أنّ تونس هي أرض مرّت عليها الكثير من الأدفاق الهجريّة في الماضي والحاضر لذالك لزم علينا أن نلفت نظر الجمهور الّذي أتى من مختلف أنحاء العالم لزيارة البندقيّة إلى مسألة إلغاء الحدود الجغرافيّة والثّقافيّة، وإلى استهجان كلّ الجوانب البغيضة الّتي ترافق ظاهرة الهجرة مثل التّعصّب والارتياب من الآخر. كما يهدف هذا المعرض إلى حثّ الزّائرين على التّفكير في طريقتهم الخاصّة في التّنقّل وفي السّبل الّتي يسلكونها في هذا العالم، وإلى جعلهم سعداء بالانتماء إلى مجتمع إنسانيّ يعيد التّفاوض في ملامح هذه الحدود ورسمها على نحو مغاير. وتحاول تونس من خلال هذه المشاركة إلى مراجعة مفهوم الأرض من خلال أداء بعنوان “غياب السّبل” (The Absence OfPaths)، حيث يتسنّى للزّائرين الولوج إلى حلم هذه البلاد الحاضنة للمهاجرين من خلال ثلاث جوانب رمزيّة. كما تواصل سعيها لإلغاء فكرة الحدود لتتخطّى مدينة البندقيّة ذاتها، وذلك من خلال منصّة تفاعليّة على الإنترنات تحتضن مختلف أشكال الأعمال الّتي أنجزها عدد من الفنّانين والمفكّرين، والّتي تتراوح بين كتابة المقال والتّسجيل الصّوتيّ. وسيقع إثراء هذه المنصّة باستمرار على مدى البيينالي، حتّى يتمّ في نهاية المطاف إنجاز عمل متكامل يتضمّن أهمّ المساهمات.
مقالات ذات صلة
شاهد أيضاً
إغلاق
-
الطبوبي: الحجر الصحّي الشامل “تغطية على الفشل”..8 يوليو، 2021