جددت تونس، في كلمة ألقاها المندوب الدائم لتونس لدى منظمة الأمم المتّحدة طارق الأدب في اجتماع مجلس الأمن رفيع المستوى حول « مكافحة الإرهاب في إفريقيا »، يوم الثلاثاء الماضي، تأكيد « انخراطها الفاعل في كلّ الجهود والاستراتيجيات وآليات التعاون الإقليمية والدولية لمكافحة هذا الخطر العابر للحدود والقارّات »
وجاء في كلمة تونس بهذه المناسبة أنّ « إفريقيا كانت ولا تزال عرضة لعديد التحدّيات والمخاطر المترابطة والمتفاقمة، التي تُغذّي بعضها البعض، وفي مقدّمتها الإرهاب ».
وشدّدت في هذا السياق على ضرورة التصدّي لهذا الخطر المتعاظم من خلال مزيد تركيز الجهود على معالجة الأسباب العميقة والمغذّية لمظاهر التطرّف العنيف والإرهاب، مؤكّدة الحاجة الملحّة إلى تسريع إنهاء النزاعات الممتدّة ونزع فتيل الأزمات التي تولّد الأرضية الخصبة لنزاعات العنف والإرهاب وتسهّل على التنظيمات الإرهابية التحركّ وإعادة التموقع والتمدّد.
ودعت إلى ضرورة دعم جهود معالجة عوامل الهشاشة وبناء المؤسّسات ودعم مقوّمات الثقة في أدائها، وتعزيز سلطة القانون وحقوق الإنسان والحوكمة الفاعلة وتوفير وتحسين الخدمات الأساسية خاصّة في التعليم والصحة والعمل اللائق والقضاء على الفقر.
وأضافت أنّه من الضروري تكييف الجهود باتّجاه مساعدة البلدان الإفريقية على دفع مسارات تحقيق أهداف التنمية المستدامة لأجندتي 2030 و2063، لتحصين المجتمعات والتوقّي من التطرّف العنيف والإرهاب، مثلما أشارت إلى ذلك استراتيجية الأمم المتّحدة الدولية لمكافحة الإرهاب في قرار مراجعتها الثامنة، والّتي قامت تونس سنة 2023 بتيسير المفاوضات بشأنها.
كما بيّنت ضرورة الاستثمار في نتائج قمة المستقبل، ولاسيّما الإعلان الخاص بالأجيال القادمة والخطّة الجديدة للسلم، عبر تطوير الاستجابة الدولية لتحدّي الإرهاب بمشاركة كلّ الأطراف المعنية وفق مقاربة شاملة تجمع الأبعاد الأمنية والإنسانية والتنموية ومسارات بناء السلام.
وأكدت أهمية تشريك المرأة والشباب بشكل فاعل في كلّ الخطط والجهود الرامية إلى التصدّي للإرهاب والتطرّف العنيف، وفي كلّ مراحل بناء السلام وتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة.