يواصل عدد من طلبة المدرسة العليا لعلوم وتقنيات الصحة بتونس تنفيذ اعتصام بمقر المدرسة لليوم الثامن على التوالي، واضراب بالامتناع عن اجراء امتحانات دورة المراقبة، احتجاجا على عدم التصريح الكلي عن النتائج في ظل حجب الأعداد من قبل الأساتذة المضربين، ورفضا لتاريخ دورة التدارك التي تنطلق بعد 5 أيام فقط من تاريخ التصريح عن النتائج الجزئية.
ويبحث مجلس الجامعات بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي اليوم الثلاثاء في سبل تهدئة الأوضاع بالمدرسة العليا لعلوم وتقنيات الصحة بتونس وإنجاز الامتحانات، وفق ما أكده المستشار المكلف بالاتصال بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ادريس السايح .
وأشار السايح الى أنه تم بالأمس الاثنين عقد اجتماع بين رئيس جامعة المنار وممثلين عن الطلبة المعتصمين، لإيجاد حل للأزمة والبحث في سبل تهدئة الأوضاع بهذه المؤسسة الجامعية.
ولفت الى أن السير العادي لإجراء ما تبقى من امتحانات داخل المدرسة العليا لعلوم وتقنيات الصحة بتونس “ما زال مفقودا” بسبب مواصلة الطلبة المنتمين إلى الاتحاد العام التونسي للطلبة اعتصامهم، معتبرا أنه من غير المقبول أن يمنع قلة من الطلبة بقية زملائهم من اجراء الامتحانات وفق الرزنامة التي تم تحديدها من قبل ادارة مؤسستهم.
وأشار إلى أن بعض الطلبة المعتصمين يرغبون في تأجيل الامتحانات إلى شهر سبتمبر المقبل بغاية الحصول على أكبر مجال للمراجعة، معتبرا أن تأجيل الامتحانات إلى شهر سبتمبر المقبل غير مناسب لأنه سيؤدي الى تداخل مع العودة الجامعية وفترة التسجيل في الماجستير، ومؤكدا ان الوزارة تسعى الى إنهاء السنة الجامعية في أوائل شهر أوت المقبل.
وشهدت المدرسة العليا لعلوم وتقنيات الصحة بتونس، أمس الاثنين، توترا كبيرا، بسبب اعتقال 4 طلبة من قبل قوات الأمن، التي وقع استدعاؤها من مدير المدرسة لفض اعتصام الطلبة الذين منعوا إجراء الامتحانات بدعوى أنها “مسقطة من الوزارة وتمس من مصداقية وقيمة الشهائد العلمية للجامعة”.
وقد تم إطلاق سراح الطلبة المعتقلين، بعد ان أسقطت الجامعة الشكوى التي تقدمت بها ضدهم، وفق المستشار المكلف بالاتصال بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي. وفي المقابل، أرجع عياض بن صالح أحد ممثلي الطلبة في مجلس جامعة تونس المنار لـ(وات) هذه الأزمة إلى التجاذبات الحاصلة خلال السنة الجامعية بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والأساتذة الباحثين الجامعيين التونسيين “إجابة” الذي شنوا العديد من التحركات الاحتجاجية وامتنعوا عن إجراء الامتحانات وإرجاع الاعداد.
وحول سبب رفض الطلبة المعتصمين بالمدرسة العليا لعلوم وتقنيات الصحة بتونس إجراء الامتحانات، قال بن صالح إن الوزارة سعت بالقوة لدفع الطلبة لاجتياز امتحانات دورة المراقبة دون أن يقع نشر نتائج الدورة الرئيسية للامتحانات، معتبرا أنها “متعنتة في إنهاء السنة الجامعية بشتى الطرق على حساب القيمة العلمية والبيداغوجية للطلبة”.
وأضاف إن رجال الأمن “تعاملوا بطريقة وحشية مع الطلبة المعتصمين بالمدرسة العليا لعلوم وتقنيات الصحة بتونس في مشهد يعيد إلى الأذهان بشاعة تعامل بوليس النظام السابق مع المطالب الشرعية للطلبة وتدنيسهم للحرم الجامعي دون مبالاة”.
يشار الى ان مقطع فيديو تم تداوله على موقع التواصل “فايس بوك” أمس الاثنين، أظهر تدخل الأمن في الحرم الجامعي للمدرسة العليا لعلوم وتقنيات الصحة بتونس، وقيام عون امن بسحل طالب ببهو المدرسة هو في حالة اغماء.
وندد الاتحاد العام التونسي للطلبة، في بيان له أمس، بما اعتبرها “ممارسات تضرب مبادئ الحرية والديمقراطية وتضرب حرية العمل النقابي داخل الجامعة”، مطالبا بمساءلة وإقالة وزير التعلم العالي والبحث العلمي وكل من تسبب في خرق القانون وإثارة الفوضى والبلبلة داخل الجامعة.