بينها صفقات تسليح :واشنطن تراجع وعود ترامب لدول عربية طبعت مع إسرائيل
أوضح وزير الخارجية الجديد، أنتوني بلينكن، أنهم في هذا الصدد قاموا بتعليق مبيعات بعض الأسلحة للسعودية والإمارات، للتأكد من أن الإجراءات التي تم اتخاذها بهذا الشأن تخدم أهداف البلاد،
أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين أنهم يراجعون بدقة الوعود التي قطعتها إدارة الرئيس السابق، دونالد ترامب، للدول العربية مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وشدد على أن قرارات بيع الأسلحة في هذا السياق تم تعليقها لفحص ما إذا كانت تتوائم مع الأهداف الاستراتيجية للولايات المتحدة أم لا.
جاء ذلك في أول مؤتمر صحفي بلينكين كوزير للخارجية الأمريكية، بعد استلامه مهام عمله رسميًا، حيث أجاب على عدد من الأسئلة المتعلقة بالأجندة السياسية للولايات المتحدة.
ورداً على سؤال بخصوص موافقات بيع الأسلحة التي قدمتها الإدارة الأمريكية السابقة للإمارات والسعودية ، قال بلينكين إنهم يدعمون عملية التطبيع بين إسرائيل والدول العربية، وسيساهمون فيها العملية إذا لزم الأمر.
وتابع قائلا “في الوقت نفسه، نريد أن نتأكد من أننا نفهم تمامًا الوعود التي قُطعت لتحقيق هذه الاتفاقيات، وهذا ما ندرسه الآن”.
وأردف قائلا “عندما يتعلق الأمر بقرارات بيع الأسلحة ، فإن الإدارات المعينة حديثًا هي بشكل عام تسعي لمراجعة تلك القرارات لمعرفة ما إذا كانت ستساهم في الأهداف الاستراتيجية والسياسة الخارجية. وهذا ما نفعله بالضبط”.
وكانت الإمارات مع البحرين وقعتا في منتصف سبتمبر/ أيلول 2020، على اتفاقيتين لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، في احتفال جرى بالبيت الأبيض بمشاركة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وسط رفض فلسطيني واسع.
ولاحقا، أعلنت السودان والمغرب، عن تطبيع علاقاتهما مع إسرائيل.
** مراجعة العقوبات المفروضة على الحوثيين
في سياق آخر، وردا على سؤال حول القضايا التي أعطيت الأولوية في سياسات الإدارة السابقة أشار بلينكين إلى أن التركيز ينصب على قرار إدراج الحوثيين في اليمن على قوائم التنظيمات الإرهابية الأجنبية.
وذكر بلينكين أن الحوثيين نفذوا العديد من الهجمات في اليمن بعد السيطرة على العاصمة صنعاء، وتسببوا في فراغ السلطة الذي سدته الجماعات الإرهابية في البلاد ، مضيفًا “في الوقت ذاته رأينا أن العملية انطلقت بقيادة السعودية (في إشارة للتحالف العربي) ساهمت في أكبر أزمة إنسانية نراها في العالم اليوم “.
كما شدد الوزير الأمريكي على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية لليمن، متابعًا “الخطوات التي نتخذها لا ينبغي أن تكون عقبة أمام إيصال المساعدات الإنسانية. حيث إن 80% من سكان اليمن يعيشون في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون”.
وأردف قائلا “لذلك نريد التأكد من أن الخطوات التي نتخذها ، بما في ذلك تحديدنا جهة ما منظمة إرهابية، لا تجعل من الصعب وصول المساعدات الإنسانية هناك “.
** الاتفاق النووي مع إيران
وبشأن الاتفاق النووي مع إيران، قال وزير الخارجية الأمريكي: “إذا امتثلت إيران بالكامل للاتفاق سنقوم بنفس الأمر”، مؤكدا أن إدارة بايدن ستبحث مع حلفائها اتفاقا أطول مدة وأقوى مع طهران.
جاء ردًا على سؤال بشأن تصريحات أدلى بها الرئيس الأمريكي، جو بايدن، من قبل وقال فيها إنه إذا قامت إيران بدورها بموجب الاتفاق النووي، فإن واشنطن ستقوم بتنفيذ ما يقتضيه الاتفاق.
وتابع قائلا “سوف نستخدم هذا منصة لحلفائنا لبناء اتفاقيات أطول وأقوى بشأن القضايا الإشكالية الأخرى في العلاقات مع إيران. لكننا الآن بعيدون عن هذه النقطة”.
وأشار الوزير إلى أن الولايات المتحدة ستعيد النظر في سياستها وفرضياتها، مضيفًا “إذا قبلت إيران الامتثال للاتفاق مجددًا، سنعود نحن كذلك إليه”.
** الصين والأويغور
في شأن آخر جدد الوزير تأكيده على أن تقييمه لما ترتكبه الصين بحق أتراك الأويغور، بعتبر بمثابة “إبادة”.
وتسيطر الصين على إقليم تركستان الشرقية منذ عام 1949، وهو موطن أقلية الأويغور التركية المسلمة، وتطلق عليه اسم “شينغيانغ”، أي “الحدود الجديدة”.
وفي أغسطس/ آب 2018، أفادت لجنة حقوقية تابعة للأمم المتحدة بأن الصين تحتجز نحو مليون مسلم من الأويغور في معسكرات سرية بتركستان الشرقية.
وفي 17 نوفمبر الماضي، نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، تقريرا كشف وثائق حكومية صينية مسربة، احتوت تفاصيل قمع بكين لمليون مسلم من “الأويغور”، ومسلمين آخرين في معسكرات اعتقال إقليم تركستان الشرقية.
وتفيد إحصاءات رسمية بوجود 30 مليون مسلم في الصين، منهم 23 مليونا من الأويغور، فيما تقدر تقارير غير رسمية عدد المسلمين بقرابة 100 مليون.