بدت ضاحية بيروت الجنوبية الأربعاء 2 أكتوبر 2024 أشبه بـ”مدينة أشباح”، مع نزوح الغالبية العظمى من سكانها بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية العنيفة التي تستهدفها منذ أيام… أكوام من الركام وأبنية متصدعة وسحب دخان منبعث من هنا وهناك.
وبدت الحركة في شوارع الضاحية المكتظة عادة بالسكان والمارة، شبه معدومة، بعد ليلة من القصف الجوي الكثيف، إلا من عدد من شبان على دراجات نارية وبعض السكان جاؤوا يتفقدون منازلهم ويأخذون ما أمكن من حاجيات، مستغلّين توقّف الغارات نسبيا في الصباح.
وقال محمّد شعيتو (31 عاما)، وهو من بين قلة من السكان ما زالت تلازم منازلها، لوكالة فرانس برس، “خلال الليل، اهتزّت بنا الأرض.. وأضاءت السماء” من الغارات.. تحوّل الحيّ الى ما يشبه مدينة أشباح”. وأشار الى أنه أرسل عائلته المؤلفة من والديه وشقيقته مع أولادها النازحين من الجنوب الى منطقة أكثر امانا.
وروى شعيتو أنه يحاول خلال ساعات النهار، الاطمئنان على من بقي من جيرانه من كبار السن. ويستذكر الحياة التي كانت تدبّ في المنطقة منذ أسابيع. “كان الحي يعجّ بالناس: كنا نجلس في القهوة وفي الشارع، يلعب المسنون الطاولة، وصاحب متجر الخضار ينادي”.
أما الآن، فكلّ شيء “مغلق، الدكاكين والمطاعم أوصدت أبوابها، أخرج من الضاحية لأشتري المواد الغذائية، حتى الصيدليات مغلقة”.
وعاد عناصر من الجيش اللبناني صباح الأربعاء الى نقاط عسكرية عند مداخل الضاحية الجنوبية كانت أخليت الجمعة حين قتلت إسرائيل بسلسلة غارات جوية مدمّرة الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله وآخرين.
وفرّ الآلاف من سكّان الضاحية منذ ذلك اليوم، منهم من لجأ إلى مراكز إيواء في بيروت أو الى شقق مستأجرة أو لدى أقارب في مناطق أخرى، بينما لم يجد آخرون ملاذا سوى الشارع.
زر الذهاب إلى الأعلى