السبت 15 جويلية 2023 كان يوما استثنائيا للفنّان طاهر القْيزاني بعد فترة غياب أو “تغييب” على الأعمال الفنيّة دامت نحو ثماني سنوات ليعود البارحة بشخصيّة ‘طيّب’ في عرض ‘اللاريا’ في إطار افتتاح الدورة 64 لشيخ المهرجانات مهرجان سوسة الدولي.
وسط حضور جماهيري محترم إلى حدّ ما اعتلى الطاهر القْيزاني ركح مسرح سيدي الظاهر العاشرة والنصف ليلا رفقة عشرات العازفين والفنانين والراقصين لتأثيث عرض موسيقي فرجوي مستوحى من واقع مؤلم خلف أسوار السجن.
دام عرض اللارية الذي حرص من خلاله القيزاني على مزج الفنّ الشعبي بالوتري والغربي دون المسّ من روح العمل الذي يكتسي طابع”الربوخ” ساعتين ونصف تمازج فيها صوت الفنانين الشعبين مع تفاعل الجمهور ترديدا لباقة من أروع الأغاني القديمة مازالت كلماتها راسخة في أذهانهم على غرار “سيدي عبد القادر، سيدي علي عزوز، مظلومة يادنيا، ارض علينا يا لميمة، يانجوم الليل الضواية، يا لخو، ليام تجري”
يقول طاهر القْيزاني في تصريح لموزاييك إن نسبة رضاه على العرض الأول فنيّا نحو 70 بالمائة وهو سعيد بتفاعل الجمهور ما يحمّله المسؤولية على مزيد تطوير العرض عبر إدخال أفكار جديدة والمشاركة به في مهرجانات أخرى.
وعلى المستوى التقني للعرض، يقول القْيزاني إن نسبة رضاه لا تتعدى 40 بالمائة محمّلا نفسه المسؤولية.
وأوعز هذا الخلل إلى ضيق الوقت الذي حال دون القيام بالبروفات الضرورية، مؤكدا العمل على تدارك هذا الإشكال رفقة مشاركيه في قادم العروض.
وعن أغاني العرض ، يقول القْيزاني إنه حرص على اختيارها بعناية فائقة بعد طلب الإذن من أصحابها الذين أبدوا موافقتهم التّامة مثل الفنّان هشام سلام والفنان فوزي بن قمرة وأرملة الفنّان عبد الرزاق قليو وهذا ما جعله يفكّر بدعوتهم كضيوف شرف في عروضه القادمة
“اللاريا” فكرة قديمة متجددة ارتسمت ملامحها قبل حوالي 20عاما تحت اسم “الحي يروّح” عمل القيزاني على مدار هذه السنوات تطويرها من حيث الكتابة والشخصيات حتى خلصت إلى مشاركة خيرة الفنانين في الغناء والعزف والرقص بعد إجراء كاستينغ على امتداد عامين
ويضيف محدّثنا” رغم مشاركة راقصين محترفين فرضت أن يكون التحرّك الجسماني تلقائيا يجسّد تفاعلات حزن أو فرح”
