دولة اللإمارات شجعت بكلّ قوّة نداء تونس في انتخابات 2014 ولولا ذلك الدعم السخي لما حقق تلك النتائج وكان حكام الإمارات يطمحون من خلال صناديق الاقتراع إلى تحقيق أهدافهم التي عجزوا عن تحقيقها عبر محاولات الارباك و الفوضى فقد فشبت بعد أن اصطدمت بالموقف الوطني للسبسي في ازمة 2013 و بعد انتخابات 2014 وفي إدارة الأزمة الليبية.
ولمن غرّاب الثورة المضادّة لم ييأس من تنفيذ مخطّطاته ببلادنا فقد عاد عارضا خدماته على من يتطوع لمشروعه الاخريبي للقضاء على سيادة الدول و تحطيم التجارب الديمقراطية، وهو ما يفسّر حتما إصرار جماعة مشروع مرزوق على دعم حفتر وتطاولوا على الدبلوماسية التونسية في تصريحاتهم لمواقع اماراتية مفادها أن تونس أخطأت بدعم حكومة الوفاق و عليها دعم حفتر. وهذه التصريحات لن تكن الوحيدة أو الأخيرة فقد تتالت التصريحات من بعض الأطراف التي تسعى لتقديم اوراق اعتمادها لدى دحلان و أعرافه.
فالإعلام الإماراتي يقود حملة شرسة على تونس من خلال الكذب و التلفيق و أضحت الإمارات طرف في الصراعات السياسية الداخلية التونسية،وهي أكثر ولاء وطاعة لكل من يبيع نفسه و الوطن.فهي ليست متحمسة لحكومة يوسف الشاهد بسبب مواقفه التي اتخدها وعددم وضوح علاقته بالنهضة، ولو انه بصدد الكشف عن أجندا جدية مغايرة حين نسب حركة النهضة الى حسن البنا.أيضا الإمارات لم تختر النداء وتعتبره خطرا على مشروعها ولذلك اختارت عبير موسي وربما المشروع الجديد لسفيان طوبال و محسن مرزوق الذّي تفوح منه روائح دحلانية. فعبير موسي أكثر طرف يبدو اليوم مليئا بالكره و الحقد وهي يمكن ان تكون وكيلا و منفذا أمينا لأجندات الكفيل الإماراتي. لكنها فشلت إلى حدود الساعة في إقناع الناس.
نجد أيضا مهدي جمعة الذي يحظى بدوره بدعم إماراتي بعد تنفيذه حرفيا لخارطة طريق إماراتية في ليبيا أثناء وجوده في القصبة من خلال إعداد قائمة ممنوعين من دخول تونس ولإيقاف الرحلات الجوية من الغرب مما سبب خسائر فادحة للتاقلة الوطنية. و الآن يبدو أنّ الكفيل الإماراتي بصدد إحياء ورقة صديقه محسن مرزوق عبر إحياء بوّابة النداء ليكتمل المشهد.لكن هذا لا يعني بالضرورة وجود إشارات إلى أنّ التحالف الجديد المسمى النداء التاريخي ستعيد تجربة النداء الأصلي. فمرزوق تطوّر خطابه تجاه النهضة وهو نفسه ظلّ مغضوبا عليه في الإمارات إلى وقت قريب.
أيضا هيمنة طلبة التجمع كحسونة الناصفي ومحمد الطرودي تحمل تأويلات عديدة منهاانه قد تكون لهم أجندات أخرى للاستفادة من السخاء الإمارتي ولكن بعد الانتخابات قد تتغيٍّ وهو ما تؤكده الكواليس بان مواقفهم تجاه النهضة مجرّد “صنعة” ظرفية؛أو قد يكونوا حقّا انهم وقعوا في الفخّ و أصبح رهان تواجدهم مقدمة للانقلاب على الشاهد و حزبه.
أثبت التدخل الإماراتي في بلدان الربيع العربي على غرار مصر و ليبيا بأنّ الإمارات تسعى للخراب الكامل في تونس و لذلك يجب الحذر من سياساتها في بلادنا وذلك يعدّ واجبا وطنيا ،فمشروع النداء الجديد تدّل بداياته أنّ مساره محفوف بالشبهات وقد نكون أمام تشكيل جبهة سياسية و انتخابية تونسية بقيادة إماراتية تضمّ عبير موسي و مهدي جمعة ونداء مرزوق و الناصفي ..جبهة غايتها واضحة ومعروفة ولا تبشّر بالخير وهي أجنداة معادية للحريّة و المسار الديمقراطي في تونس.
نقلا عن جريدة الرأي العام بالتصرف