ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 25% يوم الأربعاء في تعافي قصير بعد يومين من الانهيار، بالتزامن مع تغريدات من ترامب يخول فيها الأسطول الأمريكي بتدمير الزوارق الإيرانية السريعة التي ربما تتعرض للسفن الأمريكية في البحر. ولكن هذا لا يمنع أن تراكم النفط توقف.
استقرت عقود خام غرب تكساس الوسيط بارتفاع 19%، أو 2.21 دولار نحو الأعلى عند سعر 13.78 دولار للبرميل. وارتفعت بأكثر من 40% لارتفاع اليوم، وصولًا لسعر 16.20 دولار للبرميل.
انتهت العقود الآجلة لشهر ماي الأمامي يوم أمس الثلاثاء، بعد انهيارها التاريخي بنسبة 440%، خلال جلسة من 3 أيام، وأوصلت العقود الأمريكية أسفل الصفر، لتسجل الانخفاض التاريخي عند -37 دولار للبرميل.
أما نفط برنت الخام القياسي فارتفع 1.12 دولار للبرميل بنسبة 5.8% ليغلق عند 22.44 دولار للبرميل.
يقول أوليفير جايكوب، من بيتروماتركس: “مع استيعاب مديري الصناديق، والمتداولين ما وقع يوم الاثنين، وسوف نستمر اليوم في حلقات من إعادة التمركز للتحكم في المخاطرة.”
أضاف ترامب لرالي النفط اليوم مزيد من التعافي بحربه الافتراضية ضد إيران.
وكتب ترامب: “أرشدت الأسطول الأمريكي إلى إطلاق النيران، وتدمير أي زوارق إيرانية تتحرش بسفننا.”
لا يعلم أحد السبب الدافع لمثل تلك التغريدة. ولكن التوترات بين الولايات المتحدة، والحرس الثوري الإيراني ما زالت مستمرة منذ مقتل سليماني.
تعافى النفط بعد بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، والموضحة لارتفاع مخزون النفط الخام للأسبوع الماضي بأقل من المتوقع. ولكن تظل الزيادة شديدة القوة، وترفع المخزون لـ 65 مليون برميل خلال 4 أسابيع. وبناء على الأرقام الأخيرة، يرتفع النفط بمتوسط 16.25 مليون برميل يوميًا.
ولوضع الأمور في سياقها، يقرأ السوق أرقام أخرى من إدارة معلومات الطاقة توضح حجم المخزون في كاشينج، مركز تسليم عقود النفط الخام الأمريكي.
وارتفع مخزون كاشينج الأسبوع الماضي لأقل من 60 مليون برميل. وتقع السعة الاستيعابية الرسمية لـ 90 مليون برميل. ولكن في الواقع لن يستوعب المستودع سوى 85 مليون برميل. ووفق تقرير من رويترز يذكر أن كل مساحة كاشينج أصبحت مؤجرة الآن.
وفي تغريدة من ترامب يوم الثلاثاء، تعهد ألا يسمح بانهيار صناعة النفط الأمريكية العظيمة، على حد قوله.
وغرد ترامب: “لن نسمح أبدًا بانهيار صناعة النفط الأمريكية،” “أرشدت وزير الطاقة، ووزير الخزانة لوضع خطة لتمويل تلك الشركات الهامة، وتأمين الوظائف مستقبلًا.”
وتحدث تيد كروز اليوم على وجوب عودة شاحنات النفط الأمريكية، ومنعها من دخول الولايات المتحدة، وفرض رسوم عليها تصعب مرورها إلى المياه الإقليمية لتظل في المياه الدولية.
وعن رويترز، تفيد أن السعودية تنظر في إعادة توجيه 40 مليون برميل نفطي موجه للسوق الأمريكي، لو حالت إدارة ترامب دون دخول النفط الأجنبي للولايات المتحدة.
لن يكون القرار سهل على ترامب. إذ التقى ترامب مع كبار ممثلي صناعة النفط قبل أسبوعين، وأخبروه أنهم لا يودون أي تدخل حكومي في السوق. وأكثر ما يثير مخاوفهم حيال الرسوم والضرائب هي الحد من النفط الداخل إلى البلاد، مما يصعب مهام محطات التكرير، والتي تعتمد على نفط الشرق الأوسط بدرجاته الثقيلة، والتي تختلف عن النفط الخفيف الأمريكي الذي لا يمكن استخراج وقود الديزل والطائرات منه.
ولكن ترامب يود إعادة التوازن للسوق من خلال إنقاذ صغار شركات الحفر المحرومة، وإنقاذ الأعمال ليضمن فرص إعادة انتخابه.
وفي ولاية أوكلاهوما حكمت الجهة التنزيمية في صالح تقدم شركات النفط، إذ تستطيع الشركات التقدم بطلب لتنصيف بعض إنتاج النفط ككم مهمل اقتصادي، مما يسمح للمنتج بالحفاظ على التعاقدات في الأماكن التي يتوقف فيها الإنتاج بسبب تراجع الأسعار.
يمثل القرار أول انتصار لمجموعة الشركات المتقدمة بطلبات للإعانة.
وفي تكساس أجلت القرار المتخذ بشأن تخفيض الإنتاج، وهو مقترح تقدمت به شركتين.