كتبت الناشطة السياسية و رئيسة جمعية حماية اطفال المتوسط الدكتورة ريم بلخذيري المقال التالي:
في تونس بلينا بطبقة سياسية من طينة خاصة فلسفتهم الأنا قبل الشعب و الحزب قبل الدولة و في هذا يتميزون عن كل سياسيي العالم .
وفي تونس أيضا كل من يجلس على كرسي صغيرا كان أم كبيرا لا يحول أمام تركه إلا الموت و يفعل ما لا يخطر عن بال كي لا يتركه .و لهذا نشأ عندنا الفساد و ترعرع و أصبح يظهر في شكل لوبيات .و كثيرا من الأموات سياسيا لم يصدقوا موتهم و يحاولون العودة إلى الحياة و الأضواء و الشهرة مستعملين في ذلك كل الطرق عدا الطريقة المثلى و هي الانتخابات .
وعادة ما يكون الشعب وقودا لهذه الشهوة الحارقة للسلطة و هذا ما يؤكده الدعوات إلى تنظيم مسيرات في عهد الكورونا فقد فعلتها النهضة و الحزب الدستوري منذ أشهر و ها نحن ندفع ضربة باهضة لذلك من أبناء الشعب المفقّر و الذي قدم من مختلف جهات الجمهورية لهذه المسيرات فتفشى الوباء في كل الجهات. في حين ينعم المسؤولون عن المحرقة بالصحة الوافرة وهم في مأمن من الكورونا بعد أن تلقوا اللقاح ضدها سرا و علنا ومنهم من سافر أصلا للخارج لتلقي اللقاح .
و في هذه الأيام يطلّ علينا سياسيون ميتون سياسيا بدعوة الشعب إلى التظاهر يوم 25 جويلية في قمة الوباء و في تحد للدولة و للإجراءات الصحية من أجل “بروباغندا” إسقاط النظام و هي تمثيلية لا يصدقها عاقل و لا يصدقها حتى أصحابها من أمثال فاطمة المسدي و المنجي الرحوي و غيرهم فهؤلاء يدركون أكثر من غيرهم أنهم لن ينجحوا فيما يدعون إليه و أن المسيرة محكوم عليها بالفشل هذا ان لم تمنع لكنهم بلهجتنا التونسية يريدون”تحيير أسمائهم” و العودة إلى الأضواء .
و الدليل أن ذات هذه الوجوه دعت في السابق لمسيرات إسقاط النظام لكنها فشلت و لم يحضر في المسيرة سوى القليل .
لهؤلاء و غيرهم أقول كما يقول الكثير من الوطنيين و العقلانيين كفوا عن العبث بمشاعر التونسيين و المتاجرة بآلامهم و أحلامهم فما تفعلونه و أيضا بلهجتنا التونسية “لعب ذرّي” رغم احترامنا للأطفال و ألعابهم البريئة .
و لرئيس الحكومة ووزير الداخلية أقول أن السماح بتنظيم هذه المسيرة في هذه الظروف الصحية يعد كالمشارك فيها و اعتقد أنكم لن تسمحوا بذلك و سيصفق لكم الشعب لقرار المنع .
و للمشاركين المنتظرين في المسيرة نقول أن النظام لا يسقط في مسيرة و أنتم تقومون بعملية انتحارية تقتلون بها أنفسكم و من تحبون في حين سيكون النظام قائما .وقد ولى عهد إسقاط الأنظمة بالمسيرات فأمامك الآليات الدستورية و الأحزاب فانخرطوا فيها و غيروا و لديكم الانتخابات على مرمى حجر فاختاروا من تريدون ان يمثلوكم.
عدا هذا فهو هراء لم يعد يليق بكم .