تقول احصائيات الأمم المتحدة والتقديرات الفلسطينية الرسمية، لسنة 2024، أنّ عدد الفلسطينيين الذين احتجزوا في السجون الإسرائيلية منذ العام 1967 أكثر من مليون شخص، لفترات وبطرق مختلفة، فيما تفيد احصائيات أخرى أنّ 5150 شخصا اعتقلهم جيش الاحتلال منذ بدء حرب الإبادة في غزة (7 أكتوبر 2023)، ونحو 14 ألفا و400 فلسطيني من الضفة بما فيها القدس المحتلة.
الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ يقبعون في معتقلات الاحتلال التي أنشأها منذ بداية احتلاله لفلسطين، والتي يشرف على كثير منها جيش الاحتلال، وهي لا تعرف إلاّ الاكتظاظ والتنكيل والتعذيب وهي ببساطة مراكز خصصت للموت البطيء.
وتشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 80% من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين تعرضوا للتعذيب خلال التحقيق على يد جنود الاحتلال المحققين الإسرائيليين.
ونصرة للمظلومين وتضحياتهم وبث الأمل فيهم، ودعما لحقهم بالحرية، تم في سنة 1974 إقرار يوم وطني للوفاء للأسرى الفلسطينيين (يوم الأسير الفلسطيني) في الـ 17 من أفريل من كل سنة ومنذ ذلك التاريخ حتى اليوم يتم إحياء هذا اليوم من كل عام، حيثُ يحيه الشعب الفلسطيني في فلسطين .
وبعد طوفان الأقصى في السابع من أكتوربر 2023، واندلاع الحرب بين الاحتلال وحركة المقاومة الاسلامية حماس، أصبحت عبارة ”تبادل الأسرى”، متدوالة ومن أهم النقاط في جدول المفاوضات التي تقودها كل من قطر ومصر والولايات المتحدة الأمريكية من أجل انهاء هذه الحرب. وقد تم خلال الهدنة الأولى في الـ24 نوفمبر 2023، تحرير 240 معتقلا فلسطينيا، مقابل الإفراج عن 109 من الأسرى الإسرائيليين، قبل أن تعود جولات المفاوضات الى الانعقاد من جديد لتنتهي باعلان اتفاق وقف اطلاق النار في غزة بداية من يوم الأحد 19 جانفي 2025.
من أهم بنود الاتفاق بعد التعليق المؤقت للعمليات العسكرية المتبادلة بين الطرفين (الاحتلال وحماس)، هي المتعلقة بتبادل الرهائن والأسرى، حيث وصف رئيس وزراء الكيان المحتل بنيامين نتنياهو مطالب حماس بشأن عدد الأسرى الفلسطينيين بأنها “خيالية”.
تبادل الرهائن والأسرى بين الجانبين:
خلال المرحلة الأولى، تطلق حماس سراح 33 أسيرا إسرائيليا (أحياء أو جثث)، بما في ذلك النساء (مدنيات ومجندات)، والأطفال (تحت سن 19 عاما من غير الجنود)، وكبار السن (فوق سن 50 عاما)، والمدنيين الجرحى والمرضى، مقابل عدد من الأسرى في السجون ومراكز الاحتجاز الإسرائيلية، وفقا لما يلي:
تطلق حماس جميع المعتقلين الإسرائيليين الأحياء، بمن فيهم النساء المدنيات والأطفال (تحت سن 19 عاما، من غير الجنود). في المقابل، تطلق إسرائيل 30 طفلا وامرأة مقابل كل معتقل إسرائيلي يتم إطلاق سراحه، بناء على قوائم مقدمة من حماس وفقا للأقدمية في الاعتقال.
تطلق حماس جميع المجندات الإسرائيليات الأحياء. في المقابل، تطلق إسرائيل 50 أسيراً من سجونها مقابل كل مجندة إسرائيلية يتم إطلاق سراحها.
جدولة تبادل المختطفين والأسرى بين الطرفين في المرحلة الأولى:
في اليوم الأول من الاتفاق، تطلق حماس سراح ثلاثة أسرى إسرائيليين (مدنيين).
في اليوم السابع من الاتفاق، تطلق حماس سراح أربعة أسرى إسرائيليين آخرين (مدنيين).
بعد ذلك، تطلق حماس ثلاثة أسرى إسرائيليين إضافيين كل سبعة أيام، تبدأ بالنساء (مدنيات ومجندات). سيتم إطلاق سراح جميع الأسرى الأحياء قبل تسليم الجثث.
في الأسبوع السادس، تطلق حماس سراح جميع الأسرى المدنيين المتبقين المشمولين في هذه المرحلة. في المقابل، تطلق إسرائيل عددا متفقا عليه من الأسرى الفلسطينيين من سجونها وفقا للقوائم التي تقدمها حماس.
بحلول اليوم السابع، تنقل حماس معلومات عن عدد الأسرى الإسرائيليين الذين سيتم إطلاق سراحهم في هذه المرحلة.
في الأسبوع السادس (بعد إطلاق سراح هشام السيد وأفرا منغيستو ضمن إجمالي 33 مختطفا إسرائيليا متفق على إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من الاتفاق)، تطلق إسرائيل سراح 47 أسيرا من الذين أعيد اعتقالهم بعد صفقة شاليط.
إذا لم يصل عدد المختطفين الإسرائيليين الأحياء المقرر إطلاق سراحهم إلى 33، يتم استكمال العدد بالجثث من نفس الفئات، وفي المقابل، تطلق إسرائيل في الأسبوع السادس جميع النساء والأطفال (تحت سن 19 عاماً) الذين تم اعتقالهم من قطاع غزة بعد 7 أكتوبر 2023.
ترتبط عملية التبادل بمدى الالتزام بشروط الاتفاق، بما في ذلك وقف العمليات العسكرية من كلا الجانبين، وانسحاب القوات الإسرائيلية، وعودة النازحين، ودخول المساعدات الإنسانية.
لن يتم اعتقال الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم مرة أخرى على نفس التهم التي اعتُقلوا بسببها سابقا، ولن تبادر إسرائيل إلى إعادة اعتقال الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم لقضاء بقية مدة عقوبتهم.
لن يُطلب من الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم التوقيع على أي مستند كشرط للإفراج عنهم.
تبادل المختطفين والأسرى في المرحلة الأولى المذكورة أعلاه لن يعتبر أساسا لمعايير التبادل في المرحلة الثانية.
في موعد أقصاه اليوم السادس عشر، تبدأ المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين بشأن الاتفاق على شروط تنفيذ المرحلة الثانية من هذا الاتفاق، بما في ذلك تلك المتعلقة بمعايير تبادل الأسرى بين الجانبين (الجنود وغيرهم). ويجب التوصل إلى اتفاقات حول هذا الموضوع قبل نهاية الأسبوع الخامس من هذه المرحلة.
أبرز أسماء الأسرى الذين طالبت حماس بالإفراج عنهم ضمن الصفقة
حسب وسائل إعلام تابعة للاحتلال الاسرئيلي تشمل قائمة حماس للأسرى الفلسطينيين المتوقع خروجهم أسماء بارزة محكوم عليهم بالسجن المؤبد، وينتمي البعض منهم إلى الحركة والبعض الآخر إلى فصائل فلسطينية أخرى من بينها حركة فتح.
ونقلا عن مصادر خاصة، أفاد موقع “عربي بوست” بأن تحرير المعتقلين المحكوم عليهم بالمؤبد سيكون مقابل إدراج نحو 11 جندياً صهيونيا يزعم أنهم يندرجون ضمن فئة المرضى وأنهم بحاجة للعلاج، وهو المطلب الذي كادت بسبب المفاوضات أن تنهار، لكن حماس قدمت رسالة للوسطاء وافقت خلالها على إدراج الجنود الإسرائيليين مقابل الإفراج عن عدد من المؤبدات في سجون الاحتلال على أن يتم إبعادهم خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة لدول من بينها مصر وقطر وتركيا. وفيما يلي أبرز أسماء الأسرى الذين طالبت حماس بالإفراج عنهم ضمن الصفقة، وفق الموقع ذاته:
1- محمود عيسى
ينتمي محمود عيسى إلى حركة حماس وهو من بلدة عناتا شرقي القدس. أسس “الوحدة الخاصة 101” التي كانت تهدف إلى تحرير الأسرى الفلسطينيين عن طريق اختطاف جنود إسرائيليين ومن ثم مقايضتهم بأسرى فلسطينيين.
اعتقل عام 1993 وحكم عليه بالسجن المؤبد 3 مرات، ويطلق عليه عميد الأسرى المعزولين.
2- معاذ وعثمان بلال
ينتمي الأخوان معاذ (52 عاماً) وعثمان (53 عاماً)، وهما من سكان مدينة نابلس، إلى حركة حماس.
اعتقلا في شهر أوت 1995، وحكم على عثمان بالسجن المؤبد 27 مرة بتهمة التخطيط لهجمات أدت إلى مقتل عشرات الإسرائيليين، بينما حكم على معاذ بالسجن المؤبد مرة واحدة بتهم مماثلة.
3- عبد الناصر عيسى
من مواليد مخيم بلاطة في مدينة نابلس عام 1972. وانضم إلى حركة حماس في عام 1983. اعتقل للمرة الثانية في عام 1993، وفي عام 1995 اعتقل في مدينة نابلس بتهمة التخطيط لعملية استشهادية في القدس، وحكم عليه بالسجن المؤبد مرتين.
4- إبراهيم حامد
ينتمي إلى حركة حماس، واتهم بقيادة كتائب عز الدين القسام في الضفة الغربية خلال الانتفاضة الثانية. اعتقل في عام 2006 بتهمة التخطيط لعشرات العمليات الاستشهادية ضد الاحتلال، وحكم عليه بالسجن المؤبد 54 مرة. مطلوباً لدى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية منذ عام 1998.
5- عباس السيد
اعتقل عباس السيد، الذي ينتمي إلى حركة حماس ومن أبناء مدينة طولكرم، بتهمة التخطيط لعملية فندق بارك في نتانيا عام 2002. حكم عليه بالسجن المؤبد 35 مرة بتهمة قتل إسرائيليين.
6- عبد الله البرغوثي
ولد عبد الله البرغوثي في عام 1972 في دولة الكويت. عضو في حركة حماس، وأحد قادة الجناح العسكري للحركة في الضفة الغربية.
اعتقل في 5 مارس 2003، خلال نقله لطفلته المريضة إلى أحد الأطباء في مدينة البيرة في تلك اللحظة. وتم استدعاؤه للتحقيق بسبب كونه شخصاً مُدرجاً على رأس قائمة المطلوبين.
وحكم عليه بالسجن المؤبد 67 مرة بتهمة تنفيذ 7 عمليات فدائية وضلوعه في 7 عمليات تفجيرية أدت إلى مقتل 67 إسرائيلياً وجرح أكثر من 500 آخرين.
7- أحمد المغربي
اعتقل أحمد المغربي في عام 2002 بتهمة التخطيط لعملية فدائية في مركز روتشيلد في ريشون لتسيون. وحكم عليه بالسجن المؤبد 18 مرة، وهو من مواليد مدينة بيت لحم بالضفة الغربية.
وأضاف الاحتلال 8 سنوات إلى حكمه في عام 2017 بتهمة التخطيط لعمليات فدائية في الخارج من داخل السجن.
8- محمد عطية محمود أبو وردة
اعتقل محمد أبو وردة -وهو من مخيم الفوار في محافظة الخليل- في عام 2002. وينتمي إلى حركة حماس، وحكم عليه بالسجن المؤبد 48 مرة بتهمة التخطيط لعمليات استشهادية أدت إلى مقتل 45 شخصاً وإصابة العشرات في سلسلة هجمات عام 1996.
9- ثائر كايد حماد
وُلد ثائر كايد حماد في 29 جويلية 1980 في بلدة سلواد شمال شرق رام الله. عُرف ثائر بعد عملية عيون الحرامية التي نفذها في 3 مارس 2002،اعتقل حماد في 2 أكتوبر سنة 2004، وحكم بالسجن المؤبد 11 مرة.
10- أحمد سعدات
ينتمي أحمد سعدات إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهو من مواليد مدينة البيرة. وعتبر من الشخصيات الشعبية الهامة في المجتمع الفلسطيني، ورفضت إسرائيل إطلاق سراحه ضمن صفقة شاليط. حكم عليه بالسجن لمدة 30 عاما بتهمة ضلوعه في عملية اغتيال وزير سياحة الاحتلال رحبعام زئيفي عام 2001.
11- عمار الزبن
ينتمي عمار الزبن إلى حركة حماس، وهو أحد قادة كتائب القسام ومن مواليد مدينة نابلس. واعتقل عام 2006، وحكم عليه بالسجن المؤيد 27 مرة بالإضافة إلى 25 سنة بتهمة التخطيط لعدد من العمليات الفدائية التي أسفرت عن مقتل 27 إسرائيلياً.
12- جمال أبو الهيجاء
عضو الجناح العسكري لحركة حماس في الضفة الغربية، ومن مواليد مخيم جنين. واعتقل للمرة الأولى في 11 أكتوبر 1992، وحكم عليه بالسجن المؤبد 9 مرات منذ عام 2009.
13- مروان البرغوثي
شغل البرغوثي منصب الأمين العام لحركة فتح في الضفة الغربية، وتم اعتقاله في 15 أفريل 2002. حكم عليه بالسجن المؤبد 5 مرات في عام 2004، بالإضافة إلى 40 سنة أخرى بتهمة قيادة كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح في الضفة خلال انتفاضة الأقصى.
14- أسرى النفق
تشمل القائمة أيضاً خمسة من السجناء الفلسطينيين الستة الذين فروا من سجن جلبوع. والأسرى الفلسطينيون هم مناضل يعقوب نفيعات ومحمد قاسم العارضة ويعقوب محمود قدري وأيهم فؤاد كمامجي ومحمود عبد الله العارضة.
زر الذهاب إلى الأعلى