كشف المدير العام للامتحانات بوزارة التربية عمر الولباني أن حالات الغش خلال الأيام الأولى من الدورة الرئيسية للبكالوريا ارتفعت الى 467 حالة مقابل 334 حالة تم تسجيلها في كامل أيام الدورة الرئيسية للعام الماضي.
ونقلت وكالة تونس افريقيا للأنباء عن الولباني قوله “ظاهرة الغش في الاختبارات الكتابية للدورة الرئيسة لهذا العام توسعت لتشمل مركزا لاجراء الامتحان في مستوى معهد نموذجي بولاية سيدي بوزيد وكذلك رصدت لجان المراقبة عمليات غش لمترشحين من التعليم العمومي والخاص ولدى مترشحين بصفة فردية”.
وأضاف “تركزت حالات الغش في هذه الدورة في ولاية سيدي بوزيد بـ94 حالة ثم ولاية قفصة بـ62 حالة تلتها ولاية القصرين بـ47 حالة غش فيما توزعت بقية الحالات بصفة أقل بكثير على بقية الولايات” متابعا ” شهدت الظاهرة زيادة من يوم الى اخر اذ قفزت من 79 حالة غش في اليوم الأول الى 151 حالة غش في اليوم الرابع من هذه الدورة”.
وتسجيل حالة غش في معهد نموذجي تعد سابقة في تاريخ تونس لاسيما ان مثل هذه لمعاهد عرفت بانها مفتوحة فقط لافضل التلاميذ .
وشهدت تونس رسوب تلاميذ في الباكالوريا، يدرسون في معاهد نموذجية، وذلك لأول مرة في تاريخ البلاد منذ إحداث تلك المعاهد التي يتهافت الأولياء على إلحاق أبنائهم بها باعتبارها مسالك تعليمية “نخبويّة“.
وفي 2018، تمّت (وفق وزارة التربية) إعادة 2770 تلميذا يدرسون بهذه المعاهد (أي 12 بالمائة من مجموع تلاميذها)، إلى المؤسسات التعليمية العمومية العادية، بعد أن تدنّت نتائجهم الدراسية ونزلت دون سقف المعدّلات المحدّدة من قبل وزارة التربية للبقاء في “النموذجيات” الثانوية.
يأتي ذلك في وقت تشهد فيه تونس، ومنذ سنوات طويلة، تدهورا كبيرا في جودة التعليم بمراحله المختلفة (ابتدائي، ثانوي، عالي) سواء على مستوى البرامج، أو المدرّسين (معلمين، أساتذة..) أو التلاميذ والطلبة.
هذا التدهور عبّر عن نفسه مجدّدا من خلال حصول 13333 تلميذا من مجموع 51 ألفا اجتازوا مناظرة السيزيام (الاختيارية)2018 على صفر في مادة الرياضيات. ويعتبر هذا الرقم “أفضل” مقارنة بسنة 2017 التي حصل فيها 14000 من مجتازي مناظرة السيزيام على صفر في الرياضيات.
ومنذ سنة 1992، تصدر وزارة التربية خلال شهر فيفري من كل سنة (أي قبل خمسة أشهر من إجراء مناظرة الدخول إلى المعاهد النموذجية) منشورا تذكر فيه بأن المعدل الادنى المطلوب لدخول هذه المعاهد هو 15 على 20، وتعلن فيه عن عدد البقاع المتوفرة بتلك المؤسسات التعليمية.
وبعد “الثورة” قام وزراء ممن تعاقبوا على وزارة التربية بخرق مقتضيات هذا المنشور. وقال حاتم بن سالم في هذا الصدد “في السنوات الفارطة، حصلت تراجعات، وبعض عمل اللوبيات، وحصلت أشياء يندى لها الجبين، وتراجعت وزارة التربية من (اشتراط) معدل 15 على 20 إلى 14 على 20“.
وبحسب الوزير السابق حام بن سالم فان 90 بالمائة من المتخرجين من المعاهد النموذجية في توسن تستفيد منهم فرنسا وكندا وألمانيا وغيرها من الدول التي تمثل وجهة التلاميذ المتفوقين لاتمام دراستهم الجامعية .