ودون سمير الوافي:
“إندثرت قيم الرجولة والشهامة والفروسية…لم تعد المرأة آمنة في الشارع لأنه أصبح غابة…وفيه وحوش تغتصب وتقتل…وأخرى تتواطئ معها بالصمت والفرجة واخطا راسي واضرب…لو كان المجرم يعرف أن المرأة يحميها الرجال اذا استجارت واستنجدت بهم حتى لو كانوا مجرد مارّة وعابرين…لما تجرأ على إرتكاب جريمته بجانب طريق عام…وفي وسط حي صاخب وشوارع ملآنة…وفي توقيت عادي دون خوف !!!
الجريمة بنت مجتمعنا…بنت تربيتنا وثقافتنا وأخلاقنا…بيئتنا هي تربتها…فلماذا نستغرب ونتفاجئ !؟…إنها مرآة مجتمعنا الفاسد وقيمنا المنهارة وسياستنا المنحطة…وتعليمنا الفاشل…هي ثمرة ما زرعنا في النفوس…!
في زمن آخر كانت المرأة في الشارع…محمية بشهامة الرجال وأخلاق الفرسان…عيب أن نرى رجلا يعاكسها ونتفرج فقط…ولا يجرؤ أحد على مد يده لأن أيادي الرجال ستصفعه وتسحقه…أما اليوم فكم من جريمة حدثت في الشارع ووسط الأحياء وأمام الأعين !!؟…وآخرها جريمة الاعتداء على الصحفية التي كان كلبها أرجل من كل الذكور العابرين من هناك…!
الجريمة لن يوقفها البوليس فقط…أو القاضي فقط…أو الاعدام فقط…إنها أكبر وأخطر من ذلك…إنها بنت منظومة كاملة…إجتماعية وثقافية وتربوية واعلامية وعائلية…منظومة العنف الشامل…والتطبيع مع العنف…والعائلة المستقيلة…والدولة الضعيفة التي عجزت حتى عن حماية ثرواتها… واستسلمت لثقافة العنف والتبوريب والافتكاك واستضعاف القانون وغلق الفانة…!!!”.