أكدت حركة النهضة، اليوم الخميس 9 ماي 2024، أنّ “مشكل الهجرة غير النظامية المتفاقم يمثل أحد عناوين فشل السلطة في تونس، وهو يمثل تحديًا أمنيًا واجتماعيًا حقيقيًا يتطلب أعلى درجات اليقظة”، حسب تقديرها.
وقالت، في بيان صادر عن مكتبها التنفيذي، أنّ ما وصفته بـ”التخبط” في علاقة بملف الهجرة غير النظامية يرجع إلى “غياب الاستشراف والافتقار إلى خطة وطنية شاملة ذات أهداف وآليات واضحة يتدعم معها الموقف التفاوضي مع الجهات المعنية والمتدخلة بما يمنع فرضها مقاربتها ومصالحها الضيقة”.
وأكدت النهضة، في الصدد ذاته، أنّ “أيّ معالجة لهذا الملف ينبغي ألّا تغفل عن البعدين الإنساني والأمني تفعيلًا لقيمنا الحضارية وحفاظًا على صورة بلادنا وسمعتها، باعتبار أننا ننتمي للقارة الإفريقية وهي تمثل عمقنا الاستراتيجي وإحدى أهم دوائر فعلنا ومجال تعاوننا ومبادلاتنا المختلفة”، حسب تقديرها.
كما شددت النهضة على “ضرورة الالتزام بالكف عن أي توظيف انتخابي لملف الهجرة والامتناع عن أي خطاب يمكن أن يؤثّر سلبًا على المناخات السياسية والاجتماعية المتأزمة، وما قد ينجر عن ذلك من تقسيم للصف الوطني عبر اتهام المخالفين والمعارضين والتشكيك في وطنيتهم أو التحريض عليهم”، وفق ما ورد في نص البيان.
وفي سياق متصل، استنكر الحزب ما قال إنه قد “أقدمت عليه إحدى الصحف من تعمد التلبيس على الرأي العام الوطني في قضية تدفقات المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء بزعمها أن حركة النهضة تدعم خطةً لتوطينهم في تونس وتشارك فيها”، مؤكدة أنها تحتفظ بحقها في مقاضاة إدارة الجريدة ومن أعد التقرير.
يأتي ذلك في سياق عام متوتر في علاقة بملف المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب وغرب الصحراء المتواجدين في تونس، الذي عاد إلى تصدّر الواجهة من جديد، مع مباشرة السلطات التونسية حملات إخلاء عدد من المباني والحدائق العمومية والأرصفة حيث تجمعت مجموعات من المهاجرين.
وعلى صعيد آخر، عبرت حركة النهضة عن دعمها السياسي الموقوف جوهر بن مبارك الذي يخوض من داخل سجنه معركة الأمعاء الخاوية، مسندة الأصوات التي دعته عن طريق عريضة أمضاها نشطاء وشخصيات وطنية إلى تعليق الإضراب عن الطعام.
وحمّلت، في هذا الصدد، السلطة مسؤولية ما يمكن أن يطرأ من تهديد على صحته وحياته قبل تلبية مطالبه المشروعة، حسب البيان ذاته.
وكانت مجموعة من الشخصيات الحقوقية والسياسية في تونس قد وجهت، الاثنين 6 ماي 2024، نداءً عاجلًا إلى السياسي الموقوف فيما يعرف إعلاميًا بالقضية الأولى المتعلقة بـ”التآمر على أمن الدولة” جوهر بن مبارك تدعوه فيه إلى فكّ إضراب الجوع الوحشي الذي يخوضه منذ 23 أفريل 2024.
وعلى الصعيد الإقليمي، نددت حركة النهضة بإصرار جيش الكيان الصهيوني على اجتياح مدينة رفح ومواصلة جرائمه التي سببت سخطًا عالميًا متصاعدًا من أبرز تجلياته الأخيرة الحراك الطلابي العالمي الذي انطلقت شرارته من الجامعات الأمريكية، وفي ذلك تأييد صريح للحق الفلسطيني وتشهير بجرائم الاحتلال وتكذيب لسردية نتنياهو وعصابته العنصرية المتطرفة.
واستهجنت النهضة تعمد سلطات الكيان الصهيوني غلق مكاتب شبكة الجزيرة بفلسطين المحتلة أملًا منها في التغطية على جرائمها حتى لا يكتشف العالم بشاعتها وفظاعتها وخرقها للقانون الدولي الإنساني ولأبسط حقوق الإنسان”، وفق البيان ذاته.
يشار إلى أنّ العدوان الإسرائيلي على غزة مستمر لليوم الـ216 على التوالي، وتواصل قوات الاحتلال اقتحام أطراف مدينة رفح وتجبر آلاف العائلات على النزوح، مع قصف عنيف وتقدم بري محدود.
