لا يزال حلف شمال الأطلسي (الناتو) يرفض بشكل قاطع، فرض حظر طيران في أوكرانيا رغم المطالب المُلحة من جانب المسؤولين الأوكرانيين وفي مقدمتهم الرئيس فولوديمير زيلينسكي.
وانتقد وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف مرة أخرى الناتو لرفضه إعلان منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا، وقال في رسالة فيديو نشرت الأحد إن “ردود الفعل غير كافية حول جرائم القتل والقصف والهجمات الصاروخية على المباني السكنية والمستشفيات ورياض الأطفال”.
ويعزو الخبراء تأخر القرار من جانب الناتو لعدة أسباب أبرزها الخوف من تكرار حرب عالمية ثالثة، وأيضاً عدم الجاهزية من جانب الدول الأعضاء لتنفيذه في الوقت الراهن.
ويرى الخبير الاستراتيجي ومدير المركز الأوروبي للدراسات جاسم محمد أن حظر الطيران في أجواء أوكرانيا ضد الطيران الروسي قد يكون مغامرة بنزاع عسكري مباشر مع روسيا يمكن أن يتصاعد إلى حرب عالمية مع قوة عظمى مسلحة نوويًا.
وفي تصريح لـ”سكاي نيوز عربية” يقول محمد إن إعلان منطقة حظر طيران قد يجبر طياري الناتو على إسقاط الطائرات الروسية، لكن الأمر يتعدى ذلك، بالإضافة إلى الطائرات المقاتلة، سيتعين على الناتو نشر ناقلات تزود بالوقود وطائرات مراقبة إلكترونية لدعم المهمة لحماية هذه الطائرات البطيئة نسبيًا التي تحلق على ارتفاع عالٍ، سيتعين على الناتو تدمير بطاريات صواريخ أرض- جو في روسيا وبيلاروسيا، مما قد يؤدي مرة أخرى إلى نشوب صراع أوسع.
وفي السياق، قال مسؤولون دفاعيون أميركيون إنه حتى في السيناريوهات الأقل من ذلك، فإن وجود مئات الطائرات سيزيد من مخاطر سوء التقدير أو الأخطاء التي تؤدي إلى عواقب غير مقصودة.
ويشير مدير المركز الأوروبي إلى أن رفض حلف “الناتو والولايات المتحدة إقامة منطقة حظر طيران فوق سماء أوكرانيا، ممكن أن يعود إلى عدم جاهزية “الناتو” لكون فرض الحظر يحتاج إلى آليات تطبيع وعمليات مراقبة مستمرة، والناتو في الوقت الحاضر غير قادر على أي مواجهة مع روسيا جوًا أو برًا وحتى بحرًا، عمليات المراقبة تحتاج إلى عمليات إرضاع جوي وطائرات مراقبة على مدار الساعة.
ويقول محمد إن الرفض الأميركي يبعث رسالة من جديد إلى روسيا وأوكرانيا بمثابة “تخلي الناتو والولايات المتحدة عن أوكرانيا”، لكن لا توجد شكوك لحد اللحظة بشأن أن الناتو حريص على تعزيز قدراته القتالية في الدول المجاورة إلى أوكرانيا.
ويرى الخبير الأوروبي أن أهداف روسيا تبقى في هذه المرحلة تتمحور على ضم الأجزاء الشرقية من أوكرانيا لروسيا، وتشكيل حكومة جديدة في كييف موالية لروسيا، تضمن عدم انضمام أوكرانيا للناتو.
ومنذ بدء الحرب الروسية-الأوكرانية في 24 مارس، دعا الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي حلف الناتو إلى تطبيق حظر طيران فوق بلاده، وكرر الأمر وزير الخارجية، دميترو كوليبا.
في المقابل، استبعد أمين عام حلف الناتو ينس ستولتنبرغ إقامة منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا، مبررًا ذلك بأنه لا يجب أن تدخل مقاتلات للحلف المجال الجوي الأوكراني، أو قوات للحلف على الأراضي الأوكرانية لأن هذا يعني إسقاط طائرات روسية، وهو الأمر الذي قد يسبب حربًا كاملة الأركان في أوروبا.
وتوافقت تصريحات أعضاء في الحلف مع الأمين العام، فأكدت الخارجية الأميركية أن الدعم المقدم لأوكرانيا هو الإمدادات والمعدات دون التطرق لتطبيق فرض حظر الطيران.
ومنذ أيام، شدد وزير الدفاع البريطاني بين والاس على أن حظر الطيران يحتاج إلى قوات جوية غربية ما قد يؤدي إلى معارك جوية مع المقاتلات الروسية، منوها إلى أن الحظر سيضر بأوكرانيا؛ لمنعه تحليق الطائرات الأوكرانية أيضًا، ما يسمح لروسيا بالتحرك بحرية لاعتمادها على صواريخ وقذائف لن تتأثر بحظر الطيران.
سكاي نيوز عربية