اعتبر وزير الصحة السابق والقيادي بحركة النهضة عبد اللطيف المكي، اليوم الإثنين 8 مارس 2021، أنّ ”من صميم دور القيادة السياسية للبلاد، في الدولة و في الأحزاب، هو المحافظة على الأمل وبعث رسائل الأمل خاصة خلال الظروف الصعبة والعمل بحماس وتجرد لترجمة الأمل إلى عمل”.
وقال المكي، في تدوينة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك،أن “أزمة البلاد طالت و أثرت على المعنويات الوطنية و زادت من تعطيل الإقتصاد و حولت الأزمة الصحية الى مستوى ثان من الاهتمام ( موضوع التلاقيح مثالا) و شوهت صورة البلاد في الخارج و جلبت إلينا كلاما مرفوضا و شجعت اطرافا خارجية معادية لتجربتنا على تصعيد محاولاتها للتدخل في شؤوننا، فهل ترضون بهذا أيها القادة؟”
و قدّم عبد اللطيف المكي الحلول التالية للخروج من الأزمة:
” 1) على الأحزاب البرلمانية و الأحزاب غير البرلمانية ذات التاريخ النضالي أن تجعل من حلحلة الأزمة أولويتها القصوى و تشكل من أجل ذلك خلية أزمة في كل حزب و أن تبدأ الإتصالات في ما بينها، يوميا و أكثر من يومي لشق طريق شجاع في حل الأزمة وفق الدستور و القانون و المصلحة العليا للبلاد و بروح وطنية عالية، في ظرف زمني معقول يكون أقصر ما هو ممكن.
إن حلحلة الأزمة السياسية هو الشرط الضروري لانقاذ الوضع المالي و الاقتصادي لدى الفاعلين التونسيين و شركائنا الدوليين.
لقد تعددت مبادرات الدعوة الى الحوار و ابرزها دعوة الاتحاد العام التونسي للشغل و لكن بقيت دون تفعيل، فلا بد من التفعيل و الاستفادة منها.
2) استكمال الحل السياسي برؤية اقتصادية و مالية لكل القضايا المستعجلة ثم الأساسية المعروفة
3) أدعو كل الفاعلين إلى التصدي للتدخلات الأجنبية المعادية للتجربة الديمقراطية و التي تركز على بعض المجموعات و الأفراد المعروفين و ليس لهم من وسيلة سوى إغداق المال و الحملات الاعلامية لقنواتهم التلفزية. لقد كثر الحديث عن هذه التدخلات و عن هذا المال في أوساط سياسية و بحكم خبرتي المتواضعة فإن ذلك يستند إلى تقارير استخباراتية و/أو رقابية وطنية و أجنبية تتسرب من هنا و هناك. واجب هذه الشخصيات و المجموعات أن تكف عن ذلك من تلقاء نفسها محافظة على شرف البلاد و عن أخلاقية العمل السياسي. سيأتي يوم تكشف فيه المستور عن هذه الأعمال و هي مدعاة للمحاسبة.
بدل الإستقواء بهذا على وضع البلاد و شركاء الوطن لا بد من التوجه الى سلوك سياسي شريف و واقعي يبحث عن المشترك الوطني و يبني حوله مواقف و تحالفات و برامج.
3) أدعو اليسار الراديكالي المنظم الى نبذ عقلية اعتبار كل مخالف له نقيضا لا يرى فيه الا السلبيات و الفضائع و التوجه الى فلسفة واقعية تأخذ بعين الإعتبار ثقافة البلاد و يستثمر في الشراكة الوطنية و يساهم في بعث الأمل في البلاد و العمل من أجل ذلك.
غير ذلك من المسائل كثير و لكن الأهم قبل المهم و حتى من بين المسائل الثلاثة التي ذكرتها تبقى الأولى هي البداية الضرورية و القاطرة لخلق ديناميكية إيجابية تؤدي الى كثير من التغيرات الايجابية في سلوكها السياسي.”