دعا الرئيس التونسي الأسبق محمد المنصف المرزوقي، إلى ضرورة الغاء عقوبة الإعدام بعد أن أثار هذا الموضوع ضجة كبيرة في الشارع التونسي الذي شهد مسيرتين للمطالبة بتطبيق هذا الحكم ضد قاتل الضحيية رحمة لحمر ضحية جريمة القتل الشنيعة التي جدت في جهة المرسى والمرحومة هيفاء ضحية عملية القتل المفزعة في حفوز، خاصة بعد إعلان رئيس الجمهورية قيس سعيد تأييده لهذا الحكم خلال كلمة له يوم الاثنين 28 سبتمبر 2020، في اجتماع مجلس الأمن القومي .
وكشف المرزوقي في تدوينة على صفحته الرسمية على فايسبوك ، أسباب دعوته لالغاء هذه العقوبة ، معتبرا أن الاعدام يمكن أن يكون عقوبة عادلة شرعية ضرورية في بعض الحالات، لكن استعمالها تاريخيا كان ولا يزال سلاح الاستبداد والظلم الطبقي والعنصرية للتنكيل بملايين الأبرياء.
وفسّر المرزوقي أن القراءة الحرفية للقرآن تجعل من الله سندا للطغاة ومبررا للظلم الاجتماعي، للعبودية ومحرضا على العنف ضدّ النساء. مشيرا إلى أن جل جلاله يصف نفسه بالرحمان الرحيم وأنه قال: ”من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا”.
وبين الرئيس السابق أن الجريمة لا تكثر إلا في المجتمعات التي تطبق العقوبة وأقلها جرائم تلك التي اختفت فيها لأن علاج المرض في علاج أسبابه وليس في التعامل مع أعراضه ، وفق تعبيره .
واعتبر المرزوقي أن هذه العقوبة مثل دواء ينقذ حياة طفل ويقتل عشرة آلاف طفل، دواء كهذا سحبته من ” السوق ” أكثر من مائة وأربعين دولة في العالم ، مبينا أنها تطبق في السعودية الاستبدادية وفي امريكا الديمقراطية لنفس الجريمة أكثر بكثير على الأجانب في السعودية وعلى السود في امريكا.
وأضاف قائلا ”الخيار واضح: إما نعدم المجرم ولا يهمنا أخطاء القضاء ولا استعمال الاستبداد. أو نقرر الابقاء على حياة هذا المجرم اللعين حفاظا على حياة الأبرياء ولا نغامر بوجود قانون يمكن للمستبدين والظالمين استعماله لغاياتهم الاجرامية تحت غطاء القانون… انظروا للغابة لا للشجرة واعتبروا المجتمع لا الفرد..”
وأكد أنه خلال توليه الرئاسة اكتشف أن هناك 200 محكوم بالإعدام لم ينفذ فيهم الحكم منذ سنوات ولم يصدر في حقهم استبدال العقوبة بالسجن مدى الحياة مضيفا بالقول ”تصوروا ما معنى أن يعيش المرء سنين في رواق الموت لا يعرف هل سيأتيه الجلاد هذه الليلة أم التالية”.
وأضاف أنه استبدل العقوبة حالا ولم يمضي أي أمر بالشنق في كل الحالات التي عرضت علي في الثلاث سنوات.
وعبر عن ّأسفه نظرا لأن مجلس الشعب في تلك الفترة لم يقبل حتى مناقشة الرسالة التي قام بارسالها من أجل الغاء الاعدام من الدستور ، قائلا ”للأسف سبقتنا تركيا كأول دولة مسلمة تلغي العقوبة وكنت ولا أزال آمل أن تكون تونس أول دولة عربية تلتحق بركب ال 148 دولة التي ألغت أو علقت نهائيا عقوبة ظاهرها نعمة على المجتمع وباطنها نقمة وأخطار يا لها من اخطار”.
يا دكتور خل ترجع بش يكونوا عبرة لمن يعتبر وتكون علنية بش الواحد يعرف نتيجة أفعاله كيف يفكر بش يعمل حاجة من هذا القبيل