حصلت “نيوز بلوس” على تسجيل صوتي نادر، للشهيد محمد البراهمي، يعود تاريخه إلى 5 جويلية 2013، يؤكد فيه مؤسس حزب التيار الشعبي أنّ فرنسا لم تتخلّص بعد من العقلية الاستعمارية، ولم تستوعب بعد وجود ثورة في المنطقة العربية.
ويشير محمد البراهمي في هذا التسجيل، الذي جاء في شكل تصريح إعلامي أدلى به لأحد الصحفيين البرلمانيين بالمجلس الوطني التأسيسي، إلى أنّ تدخل فرنسا، الدائم والمستمر، في الشؤون الداخلية التونسية، راجع بالأساس إلى ترسخ ما وصفها بالذهنية الاستعمارية.
و يلفت محمد البراهمي في ذات التسجيل إلى أنّ النقطة الايجابية الوحيدة التي صدرت من فرنسا في علاقتها مع تونس، هو استعدادها لفتح أرشيف اغتيال الشهيد فرحات حشاد، مبيّنا أنّه كان يتمنى من فرنسا إعلان نقد ذاتي على الحقبة الاستعمارية التي تعرّضت لها تونس.
يذكر أنّ الشهيد محمد البراهمي كان قد اغتيل على يد الفرنسي الجنسية أبو بكر الحكيم، يوم 25 جويلية 2013، تزامنا مع ذكرى عيد الجمهورية، وقد سبق عملية اغتيال القيادي في الجبهة الشعبية، اعتراف فرانسوا هولند، كأول رئيس فرنسي يزور تونس بعد ثورة 17 ديسمبر 2010- 14 جانفي 2011، بأنّ فرنسا لم تكن يوما مع تونس في ثورتها.
وقد أشعلت عملية اغتيال الشهيد محمد البراهمي التي جاءت بعد مضي 5 أشهر من اغتيال الناطق الرسمي للجبهة الشعبية شكري بلعيد، أزمة سياسية خطيرة هزّت تونس وكادت أن تنسف مسار الانتقال الديمقراطي، خصوصا في فترة اعتصام الرحيل الذي ناد بإسقاط حكومة علي العريض وحلّ المجلس الوطني التأسيسي.
كما أظهرت عملية اغتيال الشهيد محمد البراهمي اختراقا واسع النطاق للمخابرات الأجنبية في تونس مع تأكيد قيادات من الجبهة الشعبية لتواطئ وزارة الداخلية في العملية، وذلك بعد أن كشف للعيان عن وثيقة تمّ تسريبها من وزارة الداخلية تشير إلى تلقّي إدارة الأمن الخارجي بتاريخ 14 جويلية لإشعار من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ” سي آي أيه” يفيد بوجود مخطّط لاغتيال عضو المجلس التأسيسي و زعيم التيار الشعبي محمد البراهمي، وقد دعمّ هذا الإشعار بوثيقة ثانية سرّبها النائب في المجلس التأسيسي محمود البارودي توثّق إرسال المدير العام للمصالح المختصّة لمذكرة رسمية للمدير العام للأمن العمومي يُعلمه بتاريخ 13 جويلية بأنّ البراهمي مهدّد بالاغتيال، غير أنّ وزارة الداخلية لم تتّخذ أيّ إجراء وقائي رغم حيازتها لمعلومات استخباراتية من مصادر داخلية وخارجية تؤكّد جدّية التهديدات.
هذا ويؤدي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، مرفوقا بوفد عالي المستوى، زيارة إلى تونس بدعوة من رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، تستمرّ ليومين، وقد ذكرت الرئاسة الفرنسية أنّ الزيارة تهدف إلى دعم العملية الانتقالية الديمقراطية في تونس، والتي لا تزال هشة بعد سبع سنوات من سقوط نظام زين العابدين بن علي.
كل يوم نسمع غريبة تزيد تأكد لنا أنا تونس الغالية كل يطمع فيها وميحبولهاش الخير لكن بحول الله العاي تو تسلكها وموتوا بغيضكم (يا أعداء تونس نقم)