أدان البيان الختامي للقمة العربية الطارئة التي انعقدت في مكة المكرمة ليلة أمس الخميس 30 ماي 2019، ما اعتبرها “أعمالا تخريبية” قامت بها مليشيا الحوثي في السعودية وقبالة سواحل الإمارات.
كما أدان البيان -الذي سجل العراق اعتراضا رسميا عليه- استمرار إطلاق الصواريخ البالستية الإيرانية الصنع على السعودية، والدعم الإيراني المتواصل لمليشيا الحوثي في اليمن.
وأكد بيان القمة التي دعت إليها السعودية في ظل الأوضاع الإقليمية التي يهيمن عليها التوتر الأميركي الإيراني، أن علاقات التعاون بين العرب وإيران يجب أن تقوم على مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل.
كما أدان استمرار دعم إيران “لجماعات إرهابية” في البحرين، وتدخلها في الشأن الداخلي السوري، و”احتلالها” جزر الإمارات الثلاث.
وبخصوص فلسطين، أكد البيان تمسك القمة العربية بقرارات قمتي الظهران وتونس بشأن القضية الفلسطينية.
وكان الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز قد دعا في افتتاح القمة القادة العرب إلى اتخاذ موقف حاسم تجاه أفعال إيران التي اعتبرها “إرهابية”.
وأكد خلال كلمته أن “إيران ترتكب أفعالا إرهابية بشكل مباشر أو عن طريق وكلائها لتقويض الأمن العربي”، مشيرا إلى أن عدم اتخاذ موقف حازم ورادع لمواجهة الممارسات الإرهابية الإيرانية في المنطقة جعلها تتمادى فيها.
وأبلغ الملك السعودي القمة بأن القضية الفلسطينية “تبقى قضيتنا الأولى إلى أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه المسلوبة وإقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية وفقا للقرارات الدولية ذات الصلة والمبادرة العربية للسلام”.
من جانبه أدان الرئيس التونسي رئيس الدورة الحالية للقمة الباجي قايد السبسي -في كلمة له- استهداف المدن الآمنة في السعودية والسفن قرب المياه الإقليمية في الخليج العربي، مشيرا إلى أنه من غير المقبول أن تنجر المنطقة إلى فصول جديدة من التوتر.
كما أكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط رفض الجامعة النيل من أمن المنطقة العربية أو تعريضها للخطر، مشيرا إلى أن تهديد الأمن الملاحي وأمن الممرات البحرية وطرق التجارة يمثل تصعيدا خطيرا.
وقال أبو الغيط إن “المليشيات الحوثية المدعومة إيرانيا التي تهدد الممرات البحرية تمثل أمرا خطيرا.. هذه المليشيات رفضت كل تسوية وناورت من أجل التحلل من أي التزام، وهي لا تتورع عن تهديد المقدسات الدينية في السعودية”.
أما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي فأكد أن الهجمات التي تعرضت لها السعودية والإمارات هجمات إرهابية تستدعي الإدانة الدولية، وتمثل مناسبة لتجديد النقاش عن فعالية العمل العربي المشترك.
واعتبر السيسي أن الدول العربية لا يمكن أن تتسامح مع أي طرف إقليمي يهدد أمنها، مؤكدا أن هذه الدول لا يمكن أن تقبل بوجود قوات احتلال أجنبية على أراضي دولتين عربيتين.
أما الملك الأردني عبد الله الثاني فاعتبر أن القمة العربية الحالية تأتي والدول العربية في أمس الحاجة إلى توحيد المواقف، مجددا موقف بلاده الرافض لأي تدخل في شؤون الدول العربية ولأي تهديد لأمنها.
وأكد أن ترسيخ الاستقرار في المنطقة لا يمكن تحقيقه دون حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية.
لكن الرئيس العراقي برهم صالح قال في كلمة له بالمناسبة إن إيران دولة جارة ويجب الحفاظ على أمنها، مشيرا إلى أن العراق سيبذل قصارى جهده لفتح باب الحوار البناء ونبذ العنف.
كما استنكر صالح أي عمل عدائي موجه إلى أمن دول الخليج أو أي دولة عربية أو إسلامية، مشيرا إلى أن “أمن المملكة السعودية والإمارات ودول الخليج هو من أمن العراق”.
بدوره قال أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح “إننا نشعر بتخوف وقلق بالغ إزاء التصعيد الذي تشهده المنطقة حاليا”.
وأكد أن أي حل للقضية الفلسطينية لا بد أن يستند إلى قرارات الشرعية الدولية على أساس دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.
أما الرئيس الفلسطيني محمود عباس فأكد رفضه المطلق للمحاولات الأميركية الهادفة إلى إسقاط القانون الدولي والشرعية الدولية بما يسمى “صفقة القرن”.
وأكد عباس أن فلسطين لن تشارك في ورشة العمل التي دعت إليها إدارة الرئيس دونالد ترامب في المنامة، مشيرا إلى أن السلطة الفلسطينية ترفض استبدال مبدأ “الأرض مقابل السلام” بمبدأ “الازدهار مقابل السلام” لحل القضية الفلسطينية.