الطبوبي و عمى الإملاءات: أسد على قطر و نعامة عند أقدام بن زايد
يتذكر الجميع أواخر سنة 2017 عندما منعت الإمارات العربية النساء التونسيات من الصعود على متن الطائرات التابعة لها بحجة وجود تهديد من المرأة التونسية للإمارات، حينها كان الهدف الحقيقي من المنع إهانة التونسيين بسبب موقف الإمارات من السلطات القائمة في البلاد و تجنبها للأجندات الإنقلابية في تونس.
عندها ثار الجميع على هذا الموقف بإستثناء قيادات الإتحاد العام التونسي للشغل التي توارت عن الأنظار و لم تنبس ببنت شفة تجاه الإهانة التي لم تتراجع عنها الإمارات بل الجانب التونسي الرسمي هو من زحف زحفا مخجلا تجاه أبو ظبي، و الأشد غرابة حينها أن ثوار الإتحاد لم يكونوا بهذه الحدة في مواجهة خطأ قامت به جمعية قطر الخيرية و شمل عددا من البلدان يعني أن الإعلان تم توجيهه لدول كثيرة و تم الإعتذار، لكن يصر الطبوبي و متطرفوه على الإنتصار لمحمد بن زايد الذي يعتبر فعلا عدوا للنموذج التونسي، و الغريب أن الإتحاد يكذب في بيانه على التونسيين، حيث يؤكد أن الجمعية بقيت صامتة في حين أنها قدمت إعتذارا في ذات اليوم عن المنشور.
السؤال الآن المطروح لماذا هذا الفزع و الخوف من الإمارات، أم هو طمع في أموالها، ما يحدث في الإتحاد العام التونسي للشغل هو كوميديا مضحكة لا نتمناها لمنظمة لها تاريخها و لها أمجاد في مقاومة التدخل الخارجي، قد يكون الرعب من الإسلاميين هو من أفقد الإتحاد و الطبوبي صوابه و أصبح محمد بن زايد ملاذا لهؤلاء يلجؤون إليه بحثا عن المال و القوة لمواجهة النهضة و غيرها مثلما فعل بعض اليساريين الذين تنعموا بسيارات فارهة من أبو ظبي.
الأسئلة كثيرة لقيادات الإتحاد و طبعا نطرحها من باب التساؤل و ليس التخوين و نهمس في آذان قيادات الإتحاد بكل ودّ بأن عدو الثورة التونسية واضح و معلوم و من دمّر معالمها واضح لذلك كفى مغالطة للتونسيين فقد باح الجميع بما لديه من أفكار و نوايا لتونس و الأرقام تشهد، و حتى لا تضيع مليشيات الإيديولوجيا شتات فكرتنا هذه فإننا نقول أن اللافتة القطرية مرفوضة و الإعتذار مقبول لكننا نكتب هذه السطور لأننا فعلا أصبحنا خجلين من لعق أحذية محمد بن سلمان و محمد بن زايد في تونس.
ياسين الصيد