عاد نور الدين الطبوبي الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل اليوم الجمعة 5 فيفري 2021 على تصريحات وزير الاقتصاد والمالية ودعم الاستثمار علي الكعلي التي اشار فيها الى امكانية التفويت في مؤسسات عمومية ليؤكد ان تصريحاته كانت واضحة حتى حول الاتفاقيات القطاعية مشيرا الى ان المشكل في الحكومات المتعاقبة بعد الثورة يكمن في ان الوزراء سريعا ما يغيرون اقوالهم بما ينتج عنه وجود تضارب في تصريحات نفس اعضاء الفريق الحكومي.
واكد الطبوبي خلال مداخلة له على”اذاعة اكسبراس” انه من المفروض ان يكون خطاب الفريق الحكومي موحدا ومتجانسا حتى يضفي مصداقية على الدولة مشددا على انهم في الاتحاد دعاة حوار مسؤول وجاد يفضي الى حلول مشيرا الى ان الاتحاد حرص منذ الثورة وكلما جاءت حكومة وحصلت توترات على امضاء اتفاق معها .
وفي ما يتعلق بملف اصلاح القطاع العام اعتبر الطبوبي ان ذلك سمفونية يعزفونها متسائلا مع من سنتحاور ؟ مؤكدا ان الاتحاد طالب بالا يجعل من هذا الملف “بروباقندا سياسية” وبعيدا عن المزايدات والمشاحنات مشددا على ان الاصلاحات تحصل بالحوار الهادىء وبعيدا عن المنابر الاعلامية.
واشار الى ان الحوار يتطلب كذلك نوايا حسنة والا يكون الطرف المحاور قد قدم وعودا مسبقة بالتفويت في تلك المؤسسة لفلان او غيره مؤكدا ان بعض العائلات النافذة في البلاد هي التي تحرك كل الخيوط وانها هي التي تُنصّب الوزراء في مواقع معينة وتسيّر احزاب معينة وتمول احزاب اخرى مشددا على انه يدرك ما يقول.
ولفت الطبوبي الى ان مثل هذا الوضع لا يمكن ان يتواصل والى انه يتعين الانكباب على المشاكل الحقيقية للبلاد مضيفا “الناس جاعت وتفقّرت ” داعيا الى الكف عن المناكفات والعرك والمعروك والحقد والبغضاء وهتك الاعراض.
وابرز الطبوبي ان البرنامج الاقتصادي والاجتماعي للاتحاد جاهز وان المشكل يكمن في على من سيعرضه ومع من سيتم التناقش حوله مضيفا ان كل طرف منشغل بحساباته وان كل ورئيس حكومة محاط بمجموعة من الاحزاب وانه يلجأ الى ترضية كل طرف وان ما يقال في المكاتب المغلقة غير ما يقال في العلن .
واكد الطبوبي انه لم يجد المفاوض الكفء والمسؤول القادرعلى الانكباب على الملفات والعمل عليها الى غاية اتمامها.
ونبه الطبوبي الى ان تواصل الوضع على ما هو عليه فان الشعب المفقر سيدفع الفاتورة وانه اذا لم يثب الجميع الى رشدهم فان التاريخ سيحاسبهم على ما يحدث في تونس معتبرا ان ما يحصل عيب وان العقل لا يقبله مؤكدا انه يتعين على من يتحمل الامانة ان يكون في حجمها.
وحول مبادرة الحوار الوطني التي قدمها الاتحاد لرئيس الجمهورية ذكر الطبوبي بان المنظمة تحملت دورها الوطني وبانها لن تلهث وراء الاطراف السياسية من اجل الحوار مؤكدا ان لقاءه بسعيد الاخير لم يتطرق الى الحوار الوطني وانما الى الازمة المتعلقة بالحكومة وكيفية معالجتها معتبرا ان تونس تعيش اليوم مهزلة وان هناك حكومة تعمل واخرى في الانتظار.
وعاد الطبوبي الى وضعية المؤسسات العمومية مؤكدا ان ملفها من قبيل”كلمة حق اريد بها باطل” وان الاتحاد يلهث وراء الحكومة من اجل الجلوس الى طاولة الحوار حول ملف المؤسسات العمومية مشيرا الى ان المسؤولين الحكوميين يرفعون شعارات اصلاح المؤسسات العمومية لما يتواجدون في مجلس النواب والى انه لا يوجد اثر بعد ذلك مؤكدا ان البعض اليوم محرج من وضعية الوكالة الوطنية للتبغ والوقيد بعد ان خضعت للاصلاحات وشرعت في تحقيق الارباح.