قال النائب المستقل بمجلس نواب الشعب الصافي سعيد إنّ مسار تشكيل الحكومة لن يؤدي إلاّ إلى التبعثر وحتى إلى الفوضى ولن يمكن معها السيطرة على الشارع ولا على اللعبة البرلمانية في غياب الوضوح”.
وصرّح سعيد في ميدي شو الثلاثاء 7 جانفي 2020 أنّ هذا الإعتقاد لا يأتي من عدم بل نابع من علمه بـ ”بعض التفاصيل من داخل البرلمان ومن داخل الكتل وكيف يفكرون وكيف يصطفون”.
وقال إنّ اللغة السائدة في البرلمان ”كلها غمز ولمز ومساومات رخيصة تترقى أحيانا”، وسط ضغوط تمارسها الأطراف الممثلة في البرلمان على بعضها البعض، حسب تعبيره.
وإعتبر أنّ الحكومة التي قدّمتها النهضة ”لا مستقلة ولا يمكن أن يطلق عليها حتى حكومة كفاءات”. وتابع : ”بعيدا عن التشائم لا أشتم إلاّ رائحة الفوضى خاصة أنّ أوضاعنا الإقليمية ليست كما نعتقد”.
وتساؤل ”إبنة من هذه الحكومة؟.. يجب أن نتساءل في ظلّ عدم رضا الجميع عنها سواء من قبل من شكّلها أو من لم يشكّلها… لماذا هذا التأخير في المصادقة عليها؟.. لأنّه توجد مناورات ويوجد تغيير رأي”.
وكشف الصافي سعيد عن وجود إنقسامات داخل الكتل وتخوّفا من التصويت على الحكومة.
ويرى سعيد أنّ الحكومة المقترحة لن تكون قادرة على إصلاح أمر البلد لأنّها حكومة لا يجمع بين أعضائها أي شيء وليس لديها أي برنامج، واصفا إياها بحكومة الغرف المغلقة.
واعتبر أنّ الحكومة المناسبة لتونس في هذه المرحلة يجب أن تكون حكومة موسعة ذات كفاءات تقنية وسياسية ويكون لها رصيد ثقة لدى الشعب.
وأكّد الصافي سعيد على ضرورة إنقاذ البلاد ”لأننا نحن في زاوية الخطر الداهم من الشرق ومن كلّ شيء”.
الوضع في ليبيا و”الديبلوماسية البكماء”
من جهة أخرى، إنتقد سعيّد أداء الديبلوماسية التونسية والتي قال إنّها وصلت إلى نقطة الصفر، واصفا إيها بالبكماء والصامتة وفي وضع المتفرج، وذلك تعليقا على عدم دعوة تونس لحضور مؤتمر برلين حول ليبيا. واستغرب من صمت تونس عن عدم دعوتها إلى هذا المؤتمر. وقال في هذا السياق: ”حتى إن لم نستدع يجب علينا فرض أنفسنا”.
وإعتبر أنّ الديبلوماسية التونسية بصمتها هذا تعبّر عن ”عجز وتبعية وانتظار للموت، محذّرا من أنّ مشروع داعش الذي فشل في الشرق قد يكون يجري التأسيس له في الغرب، حسب قوله.
وحذّر من أنّ تدخّل أردوغان في ليبيا سيكون من أجل التخلّص من 12 ألفا من مقاتلي داعش الموجودين على حدوده.
وأكّد أنّ الملف الليبي أمر حيوي لتونس والجزائر والمغرب، داعيا إلى بناء موقف موحّد ووضع إستراتيجية موحّدة للتصرف إزاء هذه القضية، معتبرا أنّه بإمكان الليبيين إيجاد حلول لأزمتهم بأنفسهم وأنّ مبادرة مغربية أو عمانية يمكن أن تقدّم دفعا لإنهاء الأزمة.