السفير الفلسطيني بتونس: حل القضية الفلسطينة هو مفتاح الاستقرار في المنطقة وفي كل العالم
قال سفير دولة فلسطين بتونس هائل الفاهوم ان ” القمة العربية المقبلة اذا نجحت في خلق تماسك عربي، وادركت ان عنوان الامن القومي العربي والتنمية والتكامل في المنطقة يكمن في حل القضية الفلسطينية ، فانها ستوجه رسالة قوية لكل القوى الاقليمية والدولية مفادها أن” الحل في فلسطين هو العنوان اذا رغبتم في الخروج من بوتقة التطاحن والحروب والدمار” .
وأضاف الفاهوم في حوار مع (وات) ان فلسطين هي مفتاح السلام ، وان من يقف مع الشعب الفلسطيني هو يقف في حقيقة الامر مع ذاته، ومع الانسان لان القضية الفلسطينية هي قضية إنسانية بالدرجة الاولى”
وشدد على ان “فلسطين هي مفتاح الاستقرار ليس في منطقة الشرق الاوسط فحسب وانما هي سبيل الخلاص لعديد الدول سواء كانت عربية او افريقية او اوروبية او امريكية ، من مشاكلها وهزاتها الداخلية” .
وبخصوص إنتظارات الفلسطينيين من القمة العربية المقبلة اعرب الفاهوم عن الامل في ان تكون قمة تونس “مفصل منعرج استراتيجي” لتوجهات عربية تراكمية تعمل من اجل تحقيق الامن القومي العربي، وتفرض الراي العربي الايجابي القادر على تغيير المعادلة الدولية ،وبالتالي إرساء سلام كوني” .
وقال الدبلوماسي الفلسطيني، في هذا السياق، “اذا توفرت الارادة السياسية والجراة والشجاعة لاتخاذ القرارات الصائبة والضرورية والعملية، والابتعاد عن الشعارات ، فان قمة تونس ستشكل علامة فارقة ونقطة تحول من استراتيجية مراكمة الحروب واغتصاب حقوق الشعوب، الى استراتيجية مراكمة الحلول المبنية على احترام الشعوب والسلم والسلام للجميع”
وابرز الفاهوم ان انعقاد القمة على ارض تونس له “رمزية كبيرة وسيجعل منها محط أنظار شتى القوى العالمية السلبية منها والايجابية”، و أن الرسالة التي ستوجهها القمة ستتم متابعتها وقراءتها في مختلف أبعادها .
وافاد انه اطلع الرئيس الباجي قايد السبسي رئيس القمة العربية المقبلة، على انتظارات الشعب الفلسطيني من هذا التجمع العربي الرفيع وانه “وجد لديه كل الدعم والمساندة ليس من منطلق عاطفي وإنما بناء على دراسة عميقة وعقلانية لمجمل المتغيرات الاقليمية والدولية وادراك لموازين القوى”.
وتطرق هائل الفاهوم، من جهة أخرى، الى المخاطر التي تهدد النظام الاقليمي العربي بشكل عام والقضية الفلسطينية بشكل خاص، لاسيما منذ اعتلاء دونالد ترامب سدة الحكم في الولايات المتحدة، والذي أقدم في ظرف زمني وجيز “على سن أخطر عشرة قرارات شكلت تهديدا للحقوق الوطنية الفلسطينية بدءا من الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لاسرائيل ومرورا بنقل سفارة بلاده اليها وتقليص المساعدات المخصصة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الانروا” وقطع كامل المساعدات عن السلطة الفلسطينية فضلا عن إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن وطرد السفير …”، مبينا أن كل هذه الاجراءات تأتي تمهيدا لما بات يعرف ب”صفقة القرن”.
وذكر، في هذا الاطار، بما يعيشه الشعب الفلسطيني في مواجهة ما اسماها “استراتيجية كونية” من حصار وتقتيل وتجويع و تجهيل وطمس الهوية وانتهاك للمقدسات ولكل المواثيق الدولية ولابسط مقومات حقوق الانسان .
وبسؤاله عن حالة الانقسام التي تعصف بالساحة الفلسطينية منذ اكثر من عشر سنوات، بين السفير ان ” الانقسام هو اخطر فيروس تم بثه في الجسد الفلسطيني من قبل قوى اقليمية ودولية تسعى الى تثبيت هذا الانقسام و مزيد تعميقه ، مضيفا قوله ان “الفلسطينين كلما اقتربوا من التوصل الى حل ينهي حالة الانقسام هذه، الا وتدخلت احدى القوى لعرقلة المسار وارجاعنا الى المربع الاول” .
واشار في ذات الشأن الى ان منظمة التحرير الفلسطينية “فتح” في محاولة منها لوقف هذا التشرذم وراب الصدع، طرحت خطة تنظيم انتخابات يتولى الشعب الفلسطيني قول كلمته فيها، ويكون الجميع ملزما بنتائجها ، وذلك تأسيسا لاركان “دولة المواطن” التي تعتزم بناءها”، مجددا التأكيد على ان فتح تمد يدها للجميع خدمة للوطن.