أخبار السفارات

السفير التركي بتونس يستقبل الطلاب الأتراك المشاركين في برنامج الانغماس اللغوي الثقافي

في أمسية تونسية جمعت بين الدبلوماسية والتعليم والثقافة، استقبل سعادة السفير التركي في تونس، أحمد مصباح دميرجان، مساء الثلاثاء 8 يوليو 2025، نخبةً من الطلاب الأتراك المشاركين في برنامج الانغماس اللغوي الثقافي المكثف، الذي يُنظم في العاصمة تونس منذ أواخر شهر يونيو المنصرم ويستمر على مدى ستة أسابيع.

البرنامج، الذي يعد من أبرز المبادرات التعليمية الثقافية الموجهة لغير الناطقين بالعربية، يجمع بين تعلم اللغة العربية والاحتكاك المباشر بالثقافة والمجتمع المحلي، عبر سلسلة من الأنشطة التعليمية، والترفيهية، والسياحية، بإشراف نخبة من المختصين من تونس، اليمن، سوريا، وفلسطين.

وخلال هذا اللقاء الذي عقد بمقر السفارة التركية، استمع السفير دميرجان إلى عرض تفصيلي من القائمين على البرنامج حول أهدافه ومنهجيته وسير نشاطاته اليومية، حيث أشاد بالسعي الجاد للطلاب لتعلم اللغة العربية، معبرًا عن فخره واعتزازه بهذا النوع من المبادرات التي تعزز العلاقات الثقافية بين الشعوب، وموجهًا شكره العميق للمشرفين الذين قدموا من مختلف الدول العربية لمرافقة الطلاب خلال رحلتهم اللغوية.

وقد أكد السفير التزام السفارة التركية في تونس بدعم مثل هذه البرامج، مشيرًا إلى أهمية تذليل الصعوبات أمام المشاركين، بما يساهم في تعزيز تجربة تعلمهم وتمكينهم من الاستفادة القصوى من الفرص التي توفرها تونس كبيئة تعليمية منفتحة وغنية ثقافيًا.

  • تجربة تعليمية وانفتاح حضاري

ويهدف البرنامج إلى تمكين الطلاب من مهارات التواصل باللغة العربية في السياقات السياحية والثقافية، من خلال تدريب عملي ميداني يشمل زيارات للمواقع التاريخية والأثرية، والتفاعل مع شخصيات ثقافية تونسية، وتنظيم مناظرات تعليمية تسهم في صقل مهاراتهم اللغوية وتحفيزهم على التفكير النقدي.

ويقوم البرنامج على فلسفة “الانغماس الكامل”، حيث يعيش الطالب في بيئة عربية خالصة، تسمح له بتطبيق ما يتعلمه مباشرة، ليس فقط داخل قاعات الدرس، بل في الأسواق، والمقاهي، والفضاءات الثقافية، مما يعزز من سرعة اكتساب اللغة وفهم السياق الثقافي المحلي.

  • جسور ثقافية تتجدد

وتعد هذه المبادرة جزءًا من جهود أوسع تبذلها المؤسسات التعليمية التركية بالتعاون مع شركائها في العالم العربي لتعزيز حضور اللغة العربية في صفوف الشباب الأتراك، وفتح آفاق التفاهم الثقافي المتبادل، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى بناء جسور متينة بين الشعوب تتجاوز البعدين الاقتصادي والسياسي.

ويجسد هذا البرنامج بُعدًا إنسانيًا عميقًا في العلاقات التونسية التركية، حيث تحتضن تونس شبابًا أتراكًا يسعون لفهم العالم العربي من الداخل، لا عبر الكتب والمناهج فقط، بل عبر الناس، والمكان، والتاريخ.

  • ختام اللقاء وتطلعات مستقبلية

وقد عبّر الطلاب عن امتنانهم العميق لهذا الاستقبال الدافئ من السفير التركي، وأعربوا عن إعجابهم بجمال تونس وتنوعها الثقافي، مؤكدين أن هذه التجربة ستظل محفورة في ذاكرتهم كخطوة أساسية في مشوارهم الأكاديمي والمهني.

وفي ختام اللقاء، التُقطت الصور التذكارية وسط أجواء من الود والتقدير، فيما أكد السفير دميرجان مجددًا استعداد السفارة لدعم أي جهود مستقبلية تعزز من هذا التوجه، معربًا عن أمله في أن يتحول هؤلاء الطلاب يومًا ما إلى سفراء للغة العربية والثقافة العربية في تركيا، تمامًا كما يمثلون اليوم روح الانفتاح والتبادل بين الضفتين.

ملاك الشوشي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى