قالت وكالة الأنباء السعودية عن وزير الطاقة خالد الفالح أن هجوما تخريبيا استهدف ناقلتين سعوديتين قرب الإمارات، وذلك بعد ساعات من إعلان الأخيرة عن تعرض أربع سفن تجارية من عدة جنسيات لعمليات تخريبية. يأتي ذلك بينما طالبت إيران بالتحقيق.
وذكر الوزير السعودي أن ناقلتي النفط السعوديتين تعرضتا للعمل التخريبي وهما في طريقهما لعبور الخليج العربي في المياه الاقتصادية لدولة الإمارات قرب إمارة الفجيرة، بينما كانت إحداهما في طريقها للتحميل بالنفط السعودي من ميناء رأس تنورة.
وأضاف أن الهجوم لم تنجم عنه أي خسائر في الأرواح أو تسرب للوقود، مشيرا إلى أن الهجوم نجمت عنه أضرار بالغة في هيكلي السفينتين.
واعتبر الفالح أن الهجوم يعتبر تهديدا لحرية الملاحة البحرية وأمن الإمدادات النفطية للمستهلكين في أنحاء العالم كافة، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي عليه مسؤولية مشتركة في الحفاظ على سلامة الملاحة البحرية.
وكانت الخارجية الإماراتية قد أكدت أمس الأحد تعرض أربع سفن شحن تجارية مدنية من عدة جنسيات لعمليات تخريبية داخل المياه الاقتصادية الإماراتية، موضحة أن العمليات تمت قرب إمارة الفجيرة وقرب المياه الإقليمية الإماراتية.
وقالت الوزارة في بيان إن التحقيق جار بالتعاون مع الجهات المحلية والدولية بشأن هذه العمليات.
في هذه الأثناء وصف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية الحوادث التي تعرضت لها سفن قرب الإمارات بأنها “مزعجة” وطالب بتحقيق، مشيرا إلى أن مثل تلك الحوادث لها تأثير سلبي على أمن النقل البحري، ومحذرا من “مؤامرات” لزعزعة الاستقرار.
وكان رئيس لجنة الأمن القومي الإيراني حشمت الله فلاحت بيشه قد غرد في “تويتر”، معتبراً أن ما وقع قبالة الفجيرة يثبت هشاشة الأمن في منطقة جنوب الخليج التي تقع ضمنها الإمارات.
وتأتي هذه التطورات ضمن سياق توتر شديد في الخليج بين الولايات المتحدة وإيران، حيث أرسلت واشنطن حاملة الطائرات “أبراهام لنكولن” وقطعا بحرية أخرى وقاذفات من طائرات “بي 52” والمزيد من بطاريات صواريخ باتريوت إلى منطقة الخليج، ردا على تهديدات إيرانية مفترضة للمصالح الأميركية في المنطقة.
وقد هدد الحرس الثوري باستهداف السفن الحربية الأميركية في حال مهاجمة إيران، بينما قال الجيش الأميركي إنه يعتقد أن إيران نشرت صواريخ بالستية قصيرة يمكن إطلاقها من زوارق صغيرة في الخليج.
وفي وقت سابق، هددت جماعة الحوثي اليمنية بضرب أهداف في الإمارات ردا على العمليات التي تقوم بها قوات التحالف السعودي الإماراتي في اليمن. وتحدث الحوثيون قبل أشهر عن استهداف مطاري أبو ظبي ودبي بطائرات مسيرة.
ويقع ميناء الفجيرة خارج مضيق هرمز مباشرة، وهو من أكبر موانئ تزويد السفن بالوقود في العالم. والمضيق ممر مائي حيوي لعبور شحنات النفط والغاز إلى الأسواق العالمية.
في هذا السياق، أدانت مصر عمليات التخريب، وأعربت في بيان صادر عن وزارة الخارجية عن إدانتها لكل ما من شأنه المساس بالأمن القومي الإماراتي وسلامة كافة حدوده البرية والبحرية.
كما أدانت الخارجية البحرينية بشدة الحادثة نفسها، ووصفتها بأنها عمل إجرامي خطير يهدد أمن وسلامة حركة الملاحة البحرية.
وشددت المنامة على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته لضمان وسلامة حركة الملاحة البحرية والتصدي لأي تهديد للأمن والسلم الدوليين.
وقد أدانت رئاسة مجلس الوزراء اليمني تعرض السفن الإماراتية للتخريب، واعتبرت أن هذه الأعمال تمثل تهديدا مباشرا للأمن والسلم الإقليميين والدوليين وزعزعة الأوضاع في المنطقة، ومحاولة للنيل من أمن وسلامة واستقرار الإمارات.