تتميز تونس بحركة زلازل معتدلة، إذ لم تتجاوز قوة الرجات التي وقع تسجيلها تاريخياً في البلاد 5.5 درجة على سلم ريشتر إلا في بعض المناسبات النادرة، إذ لا يمكن الحديث عن رجات خطيرة إلا إذا تعلق الأمر بهزة بقوة تتجاوز 4 أو 4.5 درجة على سلم ريشتر.
وتنقسم الزلازل الطبيعية إلى صنفين: منها من تقع على حدود الصفائح وهي تكون عادة قوية تفوق 6 درجات على سلم ريشتر وتتسبب في خسائر كبيرة، وهناك زلازل طبيعية أخرى تقع داخل الصفيحة وتكون أقل قوة وهي التي نعيشها في تونس وهي عبارة عن تصدعات خلفية لحدود الصفائح البعيدة عن تونس وتوجد مثلا في إيطاليا واليونان وتركيا.
وتشير معطيات نشرها المعهد الوطني للرصد الجوي في وقت سابق أن الصدوع الزلزالية التي تقع في تونس لا تكون بحجم كبير على عكس صدوع أخرى تكون لها امتدادات كبيرة تصل إلى آلاف الكيلومترات على غرار الصدع الموجود بين فلسطين والأردن الذي يكون امتداده كبيرا وهو ما يؤدي إلى وقوع زلازل عنيفة بقوة بين 6 و 7 درجات على سلم ريشتر.
فالصدوع التي تقع في تونس لها امتداد ضعيف وهو ما يعني أن النشاط الزلزالي ضعيف.
ويشير الخبراء إلى أنه بداية من قوة 5 درجات على سلم ريشتر يمكن تسجيل أضرار خطيرة على مستوى البنايات ويمكن أيضا تسجيل حالات انهيار.
وتعود آخر رجت أرضية تجاوزت الخمس درجات على سلم ريشتر في تونس إلى يوم 21 ماي 2018 في منطقة قابس ومنزل الحبيب بقوة 5،1 على سلم رشتر.
والزلازل أو الرجّات الأرضية موجودة باستمرار في تونس ويمكن تسجيل ما بين 35 و40 رجّة وتصل أحيانا 50 رجّة في السنة ليست كلها يمكن أن يحسّ بها الأهالي أو لها تاثيرات.
أخطر الزلازل..
أخطر الزلازل التي تم تسجيلها في تونس حدثت خلال سنة 1970 بجهة سيدي ثابت من ولاية أريانة وبلغت قوتها 5.9 درجة.
وتواترت الزلازل بشكل متقارب (فترات لم تتعد الشهر) خلال سنة 1979 بقوة تراوحت بين 4 و9ر4 درجات في مناطق مختلفة من بينها الوطن القبلي والساحل وجندوبة.
كما تم تسجيل زلزالين هامين في سنة 1989 بقوة 8ر4 و9ر4 درجة على سلم ريشتر تسبب الأول في أرجحة منصة بترول بقابس فيما تسبب الثاني في ظهور تصدعات في الأرض بالمتلوي وقفصة الى جانب تسجيل زلازل أخرى في سنتي 1994 و1996.
ويبدو أن ما يميّز بلادنا أن الرجّات الأرضيّة غير عميقة بل سطحيّة.
وفي ما يلي قائمة آخر الأحداث الزلزالية التي سجلت في تونس وفق معطيات المعهد الوطني للرصد الجوي:
الجهات المعرضة للزلازل..
توجد في البلاد التونسية جهات معرضة أكثر من غيرها لحدوث الزلازل، على غرار تونس الكبرى والمناطق الموجودة على امتداد وادي مجردة إلى حدود غار الدماء، إضافةً إلى جندوبة ومجاز الباب والكاف والحمامات والوطن القبلي والساحل وسيدي بوزيد والقصرين وقفصة وقابس.
وشهدت هذه المناطق رجات أرضية هامة خلال القرن الماضي ادت الى سقوط العديد من المباني.
ومن أكثر المناطق التي شهدت نشاطا زلزاليا مكثفا في تونس خلال السنوات الأخيرة هي المنستير التي سجلت سنة 2013 زلزالا بقوة لم تتجاوز 4.5 درجات على سلم ريشتر تسبب في شقوق على مستوى المباني وفتحات في الأرض وشملت الأضرار الرباط الذي خضع في وقت لاحق لعملية ترميم.
أما بقية المناطق التي تشهد نشاطا زلزاليا مكثفا نجد صدع قفصة الذي يمتد من الجزائر ويصل إلى قابس وجربة ، كذلك المناطق المنخفضة بالقصرين التي بها عديد الصدوع أما في المناطق الساحلية فنجد سوسة ، الوطن القبلي ، تونس و غار الدماء بجندوبة.
وتشير بعض المصادر الأرشيفية إلى أن تونس قد تكون سجلت هزات بقوة 7 درجات على سلم ريشتر خلال سنوات 850 ميلادي كما شهدت حدوث تسونامي بجهة الوطن القبلي في تلك الفترة، لكن هذا الأمر غير ثابت علمياً بشكل قطعي.
إعداد المصادر: موزاييك + معطيات من المعهد الوطني للرصد الجوي + مواقع إلكترونية بتصرف
