الدبلوماسية القطرية في تونس: نموذج الاستقرار رغم المتغيرات السياسية
تحاول العديد من الأطراف التأثير سلبا في علاقة تونس بدولة قطر والمسّ من الثوابت الراسخة بين البلدين، ورغم محاولات التشويه الأخيرة إلاّ أنّ العلاقات الثنائية تعزّزت أكثر مع الرئيس قيس سعيد الذّي قام في أوّل جولة خارجية له إثر توليه الرئاسة بزيارة الدوحة في شهر نوفمبر 2020.
فتونس ترتبط بعلاقات وثيقة متميزة بدولة قطر الشقيقة في العديد من المجالات السياسية والاقتصادية، وقد وقفت دولة قطر إلى جانب الشعب التونسي في عديد المحطّات؛
ومثّلت القمّة بين الرئيس سعيد والأمير تميم فرصة تاريخية لتنمية العلاقات القوية بين البلدين الشقيقين وتأكيد عمق الروابط الأخوية بين الشعبين، وحرص القيادتين على مواصلة التشاور والتنسيق حول مختلف القضايا لزيادة آفاق التعاون المشترك في كافة المجالات واستعراض القضايا الهامة على الساحتين العربية والإقليمية والدولية.
وتجدر الإشارة إلى أنّ الدبلوماسية القطرية بقيادة السفير القطري بتونس سعد بن ناصر الحميدي نجحت في إنجاح العلاقات وتعزيزها بفضل حنكة السفير وحسن إدارته رغم محاولات التشويش التي تفتعلها بعض الأطراف من خلال بثّ الإشاعات والسموم، لتوتير أجواء العلاقة المتينة بين الرئيس قيس سعيد والقيادة القطرية.
فعمق العمل المشترك بين البلدين يتبلور أكثر من خلال سعي السفير سعد بن ناصر الحميدي عبر لقاءاته المثمرة مع المسؤولين التونسيين، فهو يعمل جاهدا منذ تعيينه على إنجاح الاتفاقيات والمبادرات الموقعة بين البلدين؛ فقد شهدت العلاقات الاقتصادية بين البلدين طفرة كبيرة خلال السنوات الأخيرة، فقد تضاعفت المبادلات التجارية بين البلدين، والصادرات الزراعية التونسية إلى السوق القطرية، ويشارك القطاع الخاص القطري بدورة الاقتصاد التونسي من خلال الاستثمارات الكبيرة بالقطاعات الحيوية هناك.
فالدبلوماسية القطرية بتونس دائما ما تسعى إلى تأسيس محطّات جديدة في العلاقات الثنائية ونبذ كلّ أشكال الفتنة والإشاعات التي تحاول عدّة أطراف مأجورة بثّها؛ غير أنّ السفير القطري مرارا ما يكرّر في لقاءاته الرسمية مع المسؤولين أنّ العلاقات بين الرئيس قيس سعيد والقيادة القطرية هي علاقات وطيدة لا يمكن المسّ منها أو زعزعتها وهي تشكل نقلة وإضافة لرصيد العلاقات الأخوية المتينة التاريخية القائمة بين البلدين منذ سنوات.
ويعمل السفير سعد بن ناصر على تعزيز التنسيق والتفاهم المتبادل بين قيادتي الدولتين تجاه مستقبل وآفاق العلاقات الثنائية والارتقاء بها، وتجاه مختلف القضايا العربية والإقليمية والدولية الراهنة وبما يسهم بدعم القضايا والحقوق العربية بكافة المحافل وتعزيز العمل العربي المشترك، والحفاظ على الأمن والسلام والاستقرار بالمنطقة.
وهو ما ترجمه اللقاء الذّي عقده السفير مع رئيسة الحكومة نجلاء بودن في شهر جانفي الفارط، حيث أعرب السفير القطري عن استعداد بلاده لمواصلة دعم تونس عن طريق صندوق قطر للتنمية وعن طريق البنك القطري عبر دعم المشاريع التنموية المتوسطة والصغرى وتشييد المساكن الاجتماعية وترميم المدارس، مؤكدا حرص بلاده على مزيد تطوير علاقات التعاون بين البلدين خاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والمصرفية والاجتماعية، معبرا عن رغبة قطر في الاستفادة من الكفاءات التونسية خاصة في ميادين الصحة والتعليم والشباب سيما وأن قطر مقبلة على تنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم. كما مثـّل اللقاء مناسبة للتطرق إلى مزيد الاهتمام بالعمل على تطوير عراقة علاقات الأخوّة بين البلدين وتميز التعاون الثنائي وتنوّعه وثرائه
وقد حافظت دولة قطر على مكانتها كأحد أهم المستثمرين بتونس وكأحد أهم شركائها الماليين والاقتصاديين، وهو أمر تؤكده الإحصاءات والأرقام وتطورها من سنة إلى أخرى والتي تؤكد الإرادة القوية المشتركة بين قطر وتونس على بناء شراكات سياسية واقتصادية وصحية وتعليمية راسخة.
وتأتي دولة قطر بالمرتبة الأولى عربيا والثانية دوليا من حيث حجم الاستثمار المباشر بتونس، باستثمارات تقدر بأكثر من ثلاثة مليارات دولار موزعة على قطاعات الاتصالات والبنوك والسياحة. وغيرها، ما يعد دليلا على عمق العلاقات المتأصلة بين البلدين الشقيقين، إذ يزيد عدد الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين على أكثر من ثمانين اتفاقا ومذكرة.