الحاجة فاطمة الزوام أصيلة معتمدية ذهيبة من ولاية تطاوين تبلغ من العمر 79 سنة وعرفت منذ صغرها بشغفها بالدراسة وحب المطالعة وكانت من بين المتميزات، وأصرت على التعلم والدراسة رغم من الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد.
تحصلت الحاجة فاطمة سنة 1958 على شهادة السيزيام بمعهد جارة بولاية قابس وهي الأولى على مستوى الجنوب الشرقي .
العمّة فاطمة كان لها لقاء مع الرئيس السابق الحبيب بورقيبة أثناء زيارة أداها إلى معتمدية ذهيبة سنة 1958 وأعجب كثيرا بمستواها التعليمي وبثقافتها وإصرارها على النجاح حيث ألقت أمامه كلمة قرر إثرها التكفل بها وتمكينها من سبل النجاح خاصة ماديا باعتبار الوضعية الصعبة لعائلتها.
أمر بورقيبة بنقل العمة فاطمة إلى تونس لمواصلة الدراسة إلا أن المشرفين على المؤسسة التربوية جهويا وبإيعاز من عدد من الأهالي حرموها من ذلك ومزقوا “ملفها المدرسي والوثائق التي تم إرسالها لنقلتها إلى تونس العاصمة، بداعي أن النساء ممنوعات من التنقل إلى مدن أخرى لمزاولة الدراسة، حسب روايتها.
تصرفات زادت الحاجة فاطمة إصرارا على النجاح واتخذت من غرفتها مدرسة وضاعفت من مجهودها لتعلم اللغات والعلوم والمطالعة باستمرار حتى تمكنت من تحصيل جزء هام من المعرفة، وأصبحت لدى أهالي المنطقة تلقب بالسيدة العالمة والمثقفة التي تؤثث كل الندوات الفكرية والثقافية والتاريخية .
العمة فاطمة تحدثت عن الصعاب التي مرت بها بكل شغف وحب وكانت سعيدة جدا بما حققته من نجاح في التحدي وتحصيل المعرفة في ظروف صعبة لا تتمتع فيها المرأة بحقوقها في التعليم، واعتبرت أن ما تعرضت له كان حافزا مهما لمواصلة التعلم بمجهود ذاتي.